شرع المبعوث الأممي برناردينو ليون، أمس، مع طرفي الحوار الليبي بمدينة الصخيرات المغربية في بحث الأسماء المقترحة لتكوين حكومة وحدة وطنية ليبية، فيما أكد الجيش أن مروحياته قصفت مواقع "داعش" رداً على هجوم بنغازي، وقتل خمسة أشخاص في مدينة سرت وسط ليبيا في هجوم انتحاري فيما يبدو أمس الأربعاء. مشاورات ليون وأوضحت مصادر أن الوفدين رحبا خلال المشاورات التي أجراها ليون مع لجنة الحوار عن البرلمان المنحل ولجنة الحوار عن المؤتمر الوطني الليبي العام مبدئيا، خلال لقائهما ليون بالمقترحات التي عرضتها الأممالمتحدة لتسريع وتيرة الحوار لحل الأزمة الليبية. وطرح ليون ثلاث أفكار لتجاوز الأزمة، وهي حكومة وحدة وطنية يرأسها رئيس حكومة، ومجلس رئاسي مكون من شخصيات مستقلة لا تنتمي لأي حزب ولا ترتبط بأي مجموعة وتكون مقبولة من الأطراف ومن جميع الليبيين. أما الفكرة الثالثة فتتعلق بمجلس النواب الذي يعد الهيئة التشريعية بحيث يمثل جميع الليبيين في إطار التطبيق الكامل لمبادئ الشرعية ومشاركة الجميع. الاقتراحات الأممية وتشمل الاقتراحات الأممية أيضا تشكيل مجلس أعلى للدولة وتفعيل الهيئة الخاصة بصياغة الدستور، على أن يتم في مرحلة لاحقة من المحادثات تشكيل مجلس للأمن القومي ومجلس للبلديات. وكان ليون قد عاد، مساء أمس الثلاثاء، إلى الصخيرات لاستئناف جولة الحوار بين فرقاء الأزمة الليبية بعد جولة قادته إلى بروكسل وطبرق وطرابلس. من جهته، قال المتحدث باسم بعثة الأممالمتحدة سمير العطاس لوكالة الصحافة الفرنسية: إن زيارة ليون إلى طبرق كانت "جيدة"، وحققت الهدف بإيصال رسالة إلى رئيس مجلس النواب. غير أن النائب في البرلمان المنحل طارق الجروشي، أكد أن سلطاتهم ترفض اقتراح أسماء للمشاركة في أي حكومة مقبلة "إذا لم يكن مجلس النواب (الذي يعقد جلساته في طبرق) الجهة التشريعية الوحيدة التي يحق لها منح الثقة للحكومة المقبلة". قصف مواقع داعش أفادت مصادر بأن ثلاث مروحيات تابعة للجيش الوطني الليبي قصفت، مساء الثلاثاء، مواقع لتنظيم "داعش" في بنغازي رداً على التفجيرين الانتحارييين اللذين استهدفا تجمعاً للجيش الليبي في منطقة الليثي في بنغازي, وارتفع عدد القتلى في التفجيرين إلى 9، إضافة إلى عدد من الجرحى في حصيلة أولية. وكان هجومان انتحاريان قد استهدفا نقطتي تفتيش في مدينة بنغازي شرق البلاد بسيارتين مفخختين، وأعلن تنظيم "داعش" في بيان على "تويتر"مسؤوليته عن الهجوم، كما نشر صوراً للعملية. وقال المتحدث باسم القوات الخاصة والصاعقة في القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً، العقيد ميلود الزوي، لوكالة "فرانس برس"، إن الهجومين الانتحاريين استهدفا نقطتي تفتيش للجيش. وأضاف، أن نقطة التفتيش الأولى تقع في منطقة الليثي، والنقطة الثانية في منطقة المساكن القريبة منها على الطريق المؤدي للمطار جنوب وسط مدينة بنغازي على بعد حوالي ألف كلم شرق طرابلس. وأكد مسؤول التحريات في القوات الخاصة، فضل الحاسي، حصيلة الهجومين من قتلى وجرحى، مشيراً إلى أن الانتحاريين نفذا هجومهما عبر سيارتين مفخختين. إطلاق بنغاليين اثنين من جهتها، قالت وزارة الخارجية في بنجلادش، أمس الأربعاء: إن مواطنين اثنين من بنجلادش كانا بين مجموعة من العمال الأجانب الذين احتجزهم تنظيم داعش أثناء هجوم على حقل نفط في ليبيا، أطلق سراحهما بعد أكثر من أسبوعين على احتجازهما. وأصبح الأجانب هدفا على نحو متزايد في الاضطرابات التي تعصف بليبيا، حيث تتنافس حكومتان من أجل السيطرة على البلاد مع صعود نفوذ المتطرفين الإسلاميين بسبب الفوضى التي أعقبت الإطاحة بمعمر القذافي قبل أربع سنوات. وقال مسؤولون تشيكيون وليبيون: إن ما يصل إلى عشرة عمال أجانب فقدوا بعد الهجوم على حقل الغني النفطي إلى الجنوب من مدينة سرت. وقالت وزارة خارجية بنجلادش في بيان: إن هلال الدين ومحمد أنور حسين، أطلق سراحهما، مساء الثلاثاء، وهما الآن في مستشفى بسرت على بعد حوالي 700 كيلومتر من العاصمة طرابلس. وتتنافس حكومتان وعدد من الجماعات المسلحة على السلطة والثروة النفطية في ليبيا. وأصبحت بنغازي منطقة حرب مع وقوع اشتباكات عنيفة بصورة شبه يومية بين مقاتلين إسلاميين وقوات متحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليا. واستغل متشددون أعلنوا بيعتهم لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق الفوضى للانتشار في عدد من المناطق بالبلاد. وتشهد بنغازي اشتباكات عنيفة بين الإسلاميين وقوات الحكومة المعترف بها دوليا. وأغلق الميناء التجاري الرئيسي منذ أكثر من أربعة أشهر مما عطل واردات القمح والمواد الغذائية. ويأتي أحدث أعمال العنف بعد إعلان جماعة أنصار الشريعة المتشددة مقتل قائد إسلامي كبير في بنغازي يوم الإثنين. وتعمل الحكومة المعترف بها دوليا في شرق البلاد منذ سيطرة فصيل منافس على طرابلس في أغسطس/ آب، وأعلن إعادة البرلمان السابق الذي ينافس الآن البرلمان المنتخب الذي يعمل أيضا من شرق البلاد.