أقرّت إسرائيل بأن الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل اقتصادياً وثقافياً وأكاديمياً وعدم الاستثمار فيها واتخاذ عقوبات بحقها، المعروفة ب «بي دي إس» التي بدأت نشاطها عام 2005، حققت في العام الأخير «نجاحاً غير مسبوق، لكن مقلق» في توسيع رقعة نشاطها في أنحاء العالم، وفي إقناع جهات اقتصادية وأكاديمية وإعلامية وشركات تجارية بمقاطعة إسرائيل. ووصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الحملة بأنها «أحد أخطر الحملات المنهجية ضد وجود إسرائيل بغية شيطنتها». وأشارت تحديداً إلى الارتفاع الحاد في «الأحداث المناوئة للسامية» في 29 جامعة ومؤسسة أكاديمية في أنحاء الولاياتالمتحدة التي تقودها حملة «بي دي إس» التي ضمت مع انطلاقتها قبل عشرة أعوام، 171 منظمة غير حكومية فلسطينية ويسارية من أرجاء العالم تطالب إسرائيل باحترام مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، وبإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية، وإزالة الجدار الفاصل، ومنح المساواة التامة للمواطنين العرب في إسرائيل. وأقرت أوساط في وزارة الخارجية بنجاح الحملة في «معركتها على الوعي»، وإن اتهمتها بتضليل الرأي العام الدولي. وأشارت إلى أنه بفعل كثرة التظاهرات وعرائض الاحتجاج وتجنيد شخصيات عالمية لدعم مقاطعة إسرائيل، والتي نظمتها الحملة، أخذت صحف أميركية رئيسة تفرد مساحات واسعة للحملة، فيما اتسع نشاط آلاف الطلاب في جامعات أميركية مختلفة تأييداً للمقاطعة. وكتب المعلق بن درور يميني في «يديعوت أحرونوت» أن القول بأن إسرائيل تحظى بذروة شعبيتها في الرأي العام الأميركي «هو مجرد وَهْم، إذ تشهد الجامعات ومراكز الأبحاث جرفاً متواصلاً وخطيراً ضد إسرائيل»، مشيراً إلى أن شخصيات يهودية أميركية يسارية تدعم الحملة في مسعاها الى فرض مقاطعات على إسرائيل. ولم يتردد الكاتب في مقارنة ما تقوم به الحملة «بما قاله النازيون عن اليهود، مثل ادعاءات بارتكاب إبادة شعب وقتل جماعي ومقصود لأبرياء، وأن اليهود هم مصدر العنف في العالم». وأفردت الصحيفة صفحاتها الأولى لتنشر خريطة العالم وفوقها الشركات والمنظمات المختلفة من أنحاء الأرض التي تقوم بمقاطعة إسرائيل، وأبرزها: - في الولاياتالمتحدة، نقابة العاملين في التعليم والبحوث في جامعات كاليفورنيا العامة فرضت المقاطعة. وأوقفت منظمات أكاديمية في مجالات البحث المختلفة، تعاونها مع مؤسسات أكاديمية إسرائيلية. ومنذ بداية العام الحالي، سجل 520 حادثاً معادياً للسامية في 29 مؤسسة أكاديمية في الولاياتالمتحدة. كما سحب صندوق تقاعد مركزي استثماره من شركة أميركية تبيع معدات حفريات لإسرائيل. وألغت المطربة الأميركية لورين هيل حفلة لها في إسرائيل تحت ضغط حملة «بي دي إس». - أوروبا: انخفاض استيراد الخضروات والفاكهة من مستوطنات غور الأردن بنسبة لافتة. - بريطانيا: نقابة الصحافيين دعت إلى مقاطعة منتجات إسرائيلية وفرض عقوبات على إسرائيل. كما وقع 400 من الأساتذة الأكاديميين على رسالة تدعو الى مقاطعة إسرائيل ومعاقبتها، في حين أعلن 700 فنان مقاطعتهم إسرائيل «إلى حين انتهاء الاحتلال الكولونيالي للفلسطينيين». ويقود عضو فرقة «بينك فلويد» روجر ووترز حملة مقاطعة إسرائيل ثقافياً. - إيرلندا: منظمة العمال الإيرلندية تقاطع منتجات شركات إسرائيلية. - جنوب أفريقيا: الحكومة منعت وزراءها من القيام بزيارات لإسرائيل. - كندا: نقابة موظفي البريد تبنت سياسة مقاطعة إسرائيل. - أستراليا: تهديد أصحاب محلات في استراليا في حال واصلوا شراء منتجات إسرائيلية. - النروج: صندوق التقاعد الحكومي باع أسهمه في شركة «ألْبِت» الإسرائيلية لتورط الأخيرة في بناء الجدار الفاصل.