تتوسع دائرة المقاطعة الأكاديمية والفنية للمؤسسات الرسمية الاسرائيلية بشكل ملحوظ. وقال تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أمس (الاثنين)، أن منظمة "السلك الأكاديمي الصغير" في الجامعات الحكومية في ولاية كاليفورنيا الأميركية، قررت الأسبوع الماضي الانضمام إلى "الحركة العالمية لمقاطعة اسرائيل" (بي دي إس). وقالت المنظمة في بيانها ان "هدف هذه الإستراتيجية السلمية الدفع في اتجاه إنهاء الاحتلال ومصادرة أراضي الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم في الضفة المحتلة وقطاع وغزة". وانقسم أعضاء المنظمة البالغ عددهم ثلاثة آلاف الى مؤيد للقرار بنسبة 65 في المئة، ومعارض بنسبة 35 في المئة. ومن بين الجامعات المقاطعة "بيركلي"، "سانتا كروز"، "سانتا باربرا" و "لوس أنجليس". ولا يقتصر التهديد على المقاطعة الأكاديمية فقط بل الاقتصادية أيضاً، اذ ورد في بطاقة التصويت أنه في حال المصادقة على القرار، ستدعو المنظمة إلى "إزالة استثماراتها ورفع صناديق التقاعد من مؤسسات وشركات دولية اسرائيلية، تشارك في نهج انتهاك حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين". وطالبت المنظمة الحكومة الأميركية بقطع المساعدات العسكرية عن اسرائيل. في موازاة ذلك، أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية أمس، بأن "رابطة علماء الأنثروبولوجيا الأميركيين"، رفضت خلال اجتماع لها الجمعة الماضي، اقتراحا بوقف المقاطعة بغالبية أصوات الأعضاء، على أن يجري التصويت على القرار العام المقبل. ونقلت الصحيفة عن عالم الأنثروبولوجيا الإسرائيلي يهودا غودمان، قوله أن 600 باحث من أصل 700 أيدوا المقاطعة، علماً أن أكثر من ألف عالم أنثروبولوجي وقعوا في أيلول (سبتمبر) الماضي عريضة تدعو اليها. وفي ظل الاستقطاب المستمر للمقاطعين، ترتفع وتيرة القلق لدى رؤساء الجامعات الاسرائيلية، لا سيما أن المؤتمر السنوي "للجمعية الأميركية لدراسات الشرق الوسط" (ميسا)، والتي تضم نحو 60 مؤسسة عالمية، طرح في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي مشروع قرار يقضي بمقاطعة مراكز الأبحاث الاسرائيلية في ما يخص "دراسات الشرق الأوسط"، وحاز القرار على تأييد غالبية المؤتمرين. ولا تزال جهات في جهاز التعليم العالي الاسرائيلي وجهات أميركية رافضة للمقاطعة، تتهم "ميسا" بأنها منظمة ذات ميول "معادية للسامية"، الا أن كافة الدعاوى التي رفعتها هذه الجهات بحقها لم تنجح، على رغم نجاحها في اثارة الجدل والتشويش الاعلامي للضغط على ممولي الجامعات. وتعود نشأة "بي دي أس" الى التاسع من تموز (يوليو) 2005، استجابة الى نداء بمقاطعة إسرائيل وسحب الإستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، وتضم معظم شرائح المجتمع الفلسطيني وقواه السياسية واتحاداته. وبحسب التقديرات المالية الاسرائيلية لشهر آب (أغسطس) الماضي، فان الخسائر التي ساهمت فيها المنظمة بلغت 5.7 بليون دولار من الصادرات السنوية، و 3.1 بليون دولار من الناتج المحلي السنوي، اضافة الى البطالة الفورية لنحو 10 آلاف شخص، ما يعكس خطورة دورها على الوضع الداخلي الاسرائيلي. وكانت "جامعة كاليفورنيا" وجهت صفعة أكاديمية الى اسرائيل في أيار (مايو) الماضي، بتصويتها بغالبية الأصوات على قرار المقاطعة، وهي الجامعة الثانية في أميركا بعد "جامعة ديبول" التي تتخذ هذه القرار، بعد دعوات وجهتها جمعية "طلاب من أجل العدالة" في فلسطين. ويبلغ عدد طلابها نحو 17 ألفا.