اتهم وزير حماية الجبهة الداخلية، عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية، غلعاد أردان، وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بتغذية المقاطعة الدولية ضد (إسرائيل)، فيما حذر مسؤولون بوزارة الخارجية الإسرائيلية من أن (إسرائيل) ليست مستعدة لمواجهة المقاطعة. وقال أردان للإذاعة العامة الإسرائيلية، أمس إنه "لا شك أن الرسالة التي يمررها وزير الخارجية الأميركي، كيري، تبدو مثل تغذية نوايا المقاطعة ضد إسرائيل وليس كفاحاً ضدها"، بإشارة إلى تصريحات كيري، السبت الفائت، بأن فشل المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية سيصعد المقاطعة الدولية ضد إسرائيل. وزعم أن "الإدارة الأميركية لا تفهم للأسف الواقع في الشرق الأوسط والصراع الإسرائيلي – الفلسطيني" وأن الولاياتالمتحدة تمارس ضغوطاً على "الجانب غير الصحيح"، أي إسرائيل، وأن التوقعات كانت أن يشرح كيري للجانب الفلسطيني ما الذي سيحدث لهم في حال استمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، "رفضه للسلام". ومن جهته، اتهم وزير الاسكان اوري اريئيل من حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف المؤيد للاستيطان جون كيري بانه ليس "وسيطا نزيها بحديثه عن تهديد المقاطعة"، في حديث لاذاعة الجيش الاسرائيلي. وشن اعضاء في الحكومة الاسرائيلية مؤخرا هجمات، بعضها بشكل شخصي ضد كيري الذي تحدث السبت في مؤتمر امني في ميونيخ عن مخاطر مقاطعة دولية ل(اسرائيل) في حال عدم التوصل الى اتفاق سلام. وبحسب كيري، فانه "توجد حملة متزايدة على اسرائيل. والناس متحسسون من ذلك للغاية. هنالك احاديث عن المقاطعة وامور اخرى". وحذر كيري من انه لا يمكن الابقاء على الوضع الراهن قائلا "انه ليس مستداما وهو وهمي". وفي سياق المقاطعة نقلت صحيفة "معاريف" أمس عن مسؤولين رفيعي المستوى بوزارة الخارجية الإسرائيلية تحذيرهم من أن "إسرائيل لم تغير مفهومها السياسي حيال قرارات شركات خاصة بالتوقف عن العمل معها". ويأتي ذلك على أثر ورود معلومات إلى الخارجية الإسرائيلية مفادها أن شركات وجمعيات أوروبية أوصت أمام شركات تجارية كبيرة بالامتناع عن إجراء اتصالات مع "جهات إشكالية" وبينها (إسرائيل) وشركة "لوكهيد مارتن" الأميركية لصناعة الطائرات وشركة صناعة السيارات الكورية الجنوبية "هيونداي". وحذر المسؤولون بالخارجية الإسرائيلية من هذه الدعوات وبشكل خاص من تواترها، لكنهم وصفوا هذه التطورات بأنها "ليست جديدة وليس مؤكداً أن ثمة ما يمكن فعله ضدها" رغم تأكيدهم على أن حملة المقاطعة هذه قد اشتدت واتسعت "لكننا لم نصعد نشاطنا ضدها". وبدورها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس إن خسائر (إسرائيل) في حال اشتداد المقاطعة لها، وخاصة لنحو 70 مصنعاً في المستعمرات والمزارعين من مستعمرات غور الأردن، قد تصل إلى 20 مليار دولار وفصل 10 آلاف عامل من العمل في الفترة القريبة المقبلة. وكان الاتحاد الأوروبي أعلن عن مقاطعته للمستعمرات في الضفة الغربية وعدم تمويل مؤسسات إسرائيلية لديها علاقات معها.