أجرت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون أوروبا وأوراسيا، فيكتوريا نولاند، محادثات في موسكو أمس، مع نائبي وزير الخارجية الروسي غيورغي كاراسين وسيرغي ريابكوف تناولت ملفي العلاقات الثنائية والوضع في أوكرانيا، وقالت إن بلادها «ستواصل التعاون مع موسكو لترسيخ السلام في أوكرانيا». لكن من دون أن يؤكد ذلك «الأجواء الإيجابية» للزيارة، إذ أعلن ريباكوف أن بلاده «لا تستبعد تحسين العلاقات مع واشنطن، لكن موقف الولاياتالمتحدة لم يساعد بعد على تحقيق ذلك». ولاحقاً، اعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريباكوف أن بلاده «لا تستبعد تحسين العلاقات مع واشنطن، لكن موقف الولاياتالمتحدة لم يساعد بعد على تحقيق ذلك». ودفع توقيت الزيارة بعد اجتماع وزيري الخارجية الأميركي جون كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف الأسبوع الماضي، إلى توقع تقريب المواقف بين موسكووواشنطن حيال ملف أوكرانيا، لكن ريابكوف أكد «عدم ارتياح موسكو بسبب غياب مؤشرات إلى تقريب المواقف وافتقاد قنوات الحوار والتعاون». إلى ذلك، صرح الجنرال ألكسندر فيرشباو، نائب الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو)، خلال اجتماع لمجلس برلمان الحلف في بودابست بأنه «ليس واضحاً إذا كانت روسيا تعتزم، رغم كلامها، دعم تنفيذ اتفاق مينسك عملياً فهي تحاول الإيهام بأنها ليست طرفاً في الصراع، وأن أوكرانيا يجب أن تتعامل مباشرة مع الانفصاليين، لذا ستواجه عقوبات إضافية وعزلة إذا انهار الاتفاق.» وكان كاراسين مهّد للقائه نولاند بالقول إن «موسكو تنوي مواصلة الجهود لدفع إجراء حوار مباشر بين السلطات الأوكرانية والانفصاليين»، بينما أشار ريابكوف إلى احتمال «اهتمام واشنطن بالانضمام إلى جهود الرباعي الخاص بأزمة أوكرانيا (روسياوأوكرانيا وفرنسا وألمانيا) ومجموعة الاتصال، لكننا لا نرى جدوى في ذلك لأن لهجة واشنطن حول الأزمة لم تتغير حتى الآن». وأوضح ريابكوف أنه درس لفترة طويلة «التصريحات والبيانات، وما يقال في الاتصالات معنا ومع ممثلينا خلف أبواب مغلقة»، مشدداً على أن موسكو «تستخدم كل اتصال مع الزملاء الأميركيين لحضهم على التخلي عن اللهجة الهدّامة، والأهم على تعديل سياستهم حول أوكرانيا. لكن جهودنا في هذا المجال لم تحقق النتائج المطلوبة». وكانت الخارجية الأميركية أفادت بأن «الزيارة تهدف إلى مناقشة الخطوات اللاحقة لتنفيذ اتفاقات مينسك استناداً إلى نتائج زيارة نولاند لكييف نهاية الأسبوع الماضي حيث التقت رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك والرئيس بيترو بوروشينكو، وأعلنت رغبة الولاياتالمتحدة في توسيع مشاركتها في ضمان تنفيذ اتفاق «مينسك 2» بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وروسيا. وأضافت الوزارة أن «المحادثات مع المسؤولين الروس تناولت أيضاً قضايا العلاقات الثنائية وأوضاع منظمات المجتمع المدني، علماً أن نولاند استهلت نشاطاتها في موسكو بلقاء رئيسة مكتب مجموعة «هلنسكي» الحقوقية لودميلا اليكسييفا التي اشتكت من التضييق على منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان في روسيا. وتعهدت نولاند طرح الملف خلال محادثاتها في الخارجية الروسية. كما تطرقت إلى وضع الطيارة الأوكرانية ناديجدا سوفتشينكو المعتقلة منذ شهور في سجن روسي بعدما خطفها انفصاليون أوكرانيون وسلموها عبر الحدود إلى روسيا التي اتهمتها بالمشاركة في قتل صحافيين روس أثناء تغطيتهما المعارك في منطقة لوغانسك. على صعيد آخر، أعلنت أوكرانيا أنها ستعرض، للمرة الثانية منذ اندلاع أزمة الشرق الانفصالي، جنديَين مصابَين قالت أنهما من جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي، كانا أسرا أثناء قتال قواتها المتمردين المدعومين من موسكو. وأوضح الناطق العسكري الأوكراني فلاديسلاف سيليزنيف: «من المهم أن نظهر للعالم جنوداً روساً يُفترض ألا يتواجدوا في بلدنا»، مشيراً إلى أن الأسيرين «ينتميان إلى اللواء الثالث للقوات الخاصة ومقره مدينة توغالياتي التي تبعد 800 كيلومتر من جنوب شرقي موسكو على ضفة نهر الفولغا، وتواجدا على أراضي أوكرانيا منذ آذار (مارس) الماضي». وكان الناطق العسكري الأوكراني اندريه ليسنكو أعلن أول من أمس أسر هذين الجنديين بعد معارك بين القوات الحكومية وحوالى 14 عنصراً من القوات الخاصة الروسية للسيطرة على جسر استراتيجي في مدينة شتشاستيا الخاضعة لسيطرة كييف والتي تبعد نحو 15 كيلومتراً من لوغانسك. لكن كتيبة المتطوعين الأوكرانيين «ايدار» تبنت أسر الجنديين بعد المعارك التي أسفرت عن مقتل جندي أوكراني. وكانت وسائل إعلام روسية طالبت بدءاً من آب (اغسطس) بكشف الحقيقة حول احتمال وجود قوات روسية في أوكرانيا، بعدما أشارت إلى دفن جنود في روسيا قتلوا في ظروف غامضة. وفي آب (اغسطس) 2014، أسرت القوات الأوكرانية عشرة مظليين روس في شرق البلاد، فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنهم «ضلوا طريقهم خلال دورية». والأسبوع الماضي، نشر مقربون من المعارض الروسي بوريس نيمتسوف الذي اغتيل وسط موسكو في شباط (فبراير) تقريراً تضمن «أدلة شاملة» وفق قولهم على تدخل روسيا عسكرياً في أوكرانيا. وإذا استطاعت كييف إثبات ضلوع الكرملين مباشرة في معارك الشرق التي خلّفت 6250 قتيلاً في الأشهر ال13 الماضية، سيزيد ذلك الضغوط على موسكو لتغيير سياستها في أوكرانيا. وفي انتهاك لاتفاق وقف النار، قضى جنديان أوكرانيان وجرح 4 أربعة في هجمات للانفصاليين في شرق أوكرانيا.