فاز قادة المتمردين الموالين لروسيا، بلا مفاجأة، بانتخابات منطقتي دونيتسك ولوغانسك شرق أوكرانيا، والتي اعترفت روسيا بنتائجها، في حين وصفها الاتحاد الأوروبي بأنها «عائق جديد أمام السلام، لأنها تنافي شكلاً ومضموناً الاتفاقات التي وقعتها كييف مع الانفصاليين بدعم من روسيا والمجتمع الدولي في مينسك في 5 أيلول (سبتمبر) الماضي». وانتخب «رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية» ألكسندر زخارتشنكو «رئيساً» بنسبة 81,37 في المئة من الأصوات، فيما نال حزبه «جمهورية دونيتسك» 65,11 في المئة من الأصوات في الانتخابات الاشتراعية. ويبلغ زخارتشنكو 38 من العمر، وقاد قبل تعيينه «رئيساً للوزراء»، خلية محلية لمجموعة شبه عسكرية في دونيتسك حملت اسم «أوبلوت»، داعياً علناً إلى «فقء عيون المعارضين الموالين لأوروبا، وكسر أرجلهم». وبعد انتخابه، هاجم زخارتشنكو سلطات أوكرانيا قائلاً إنها «لا تريد السلام مهما زعمت، وتمارس لعبة مزدوجة». وزاد: «حتى الآن، لم أستطع فهم سياسة كييف. نحن مستعدون لحوار معهم، لكننا ننتظر منهم موقفاً طبيعياً ومنطقياً». وفي لوغانسك، فاز العسكري السابق إيغور بلوتنيتسكي البالغ 50 من العمر والمعروف بتمسكه بالحقبة السوفياتية للبلاد، بأكثر من 63 في المئة من الأصوات، وكذلك حزبه السياسي الذي يتمتع بغالبية في «البرلمان». وعلى رغم أن عمليات الاقتراع شملت نصف أراضي منطقة دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون، دعا رئيس اللجنة الانتخابية في دونيتسك رومان لياغين، كييف إلى الإقرار بالواقع الجديد وقبول نتائج الاقتراع، مؤكداً أن دونيتسك «لن تعود أبداً جزءاً من أوكرانيا». ووصف الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو انتخابات مناطق الشرق الانفصالية بأنها «مهزلة تجري تحت تهديد الدبابات»، متوعداً بأن ترد كييف على هذا التحدي. شروط روسية في موسكو، صرح غريغوري كاراسين، نائب وزير الخارجية الروسي، بأن زعماء المنطقتين الانفصاليتين المنتخبين حديثاً في شرق أوكرانيا «مفوضون بإجراء محادثات مع كييف». واشترط كاراسين لإعادة إطلاق عملية التسوية بعد الانتخابات الأخيرة «التزام كييف بحوار متكافئ وندّي، وتراجعها عن العملية العسكرية شرق البلاد، وإقرارها بالكامل مضمون اتفاقات مينسك». ورفض كاراسين التهديدات الأوروبية والأميركية بغرض عقوبات جديدة على بلاده، وقال: «لغة العقوبات وسيلة غير بناءة إطلاقا لحل الخلافات، والتاريخ أثبت ذلك». وأكد استعداد موسكو لمساعدة كييف وانفصاليي شرق أوكرانيا على التوصل إلى حل، وقال: «من المهم الآن اتخاذ تدابير فاعلة لإطلاق حوار دائم بين ممثلي كييف وممثلي حوض دونباس. ونحن مستعدون لتسهيل ذلك بكل إمكاناتنا». وتقول روسيا إنها لا تقدم للانفصاليين إلا دعماً سياسياً وإنسانياً، رغم تقارير عن إرسالها أسلحة بل حتى جنوداً لدعمهم. ومقارنة مع الجنود الأوكرانيين، تبدو وحدات من قوات الانفصاليين مدججة بالسلاح ومنظمة ومكتملة التجهيز. وقالت كييف أول من أمس إنها رصدت حركة «مكثفة» للجنود والأسلحة عبر الحدود، ما أثار مخاوف من احتمال تنفيذ الانفصاليين تهديداتهم بالسيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية ومرفئها. وأعلن الناطق العسكري الأوكراني أندريه ليسينكو مقتل 3 جنود أوكرانيين في الساعات ال24 الأخيرة، بينهم اثنان بانفجار لغم عند مدخل ماريوبول. وكانت كييف أعلنت السبت الماضي مقتل سبعة جنود، في أعلى حصيلة لخسائر بشرية منذ أيلول. ... وتنديد غربي في المقابل، صرح شتيفن سيبرت، الناطق باسم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، بأن «برلين لا تفهم اعتراف أصوات رسمية روسية بانتخابات أجراها انفصاليون» مشيراً إلى أن التطورات الحالية في أوكرانيا «ستحتم استبعاد رفع الاتحاد الأوروبي العقوبات الاقتصادية مبكراً عن روسيا، مع احتمال فرض مزيد منها»، علماً بأن موسكو كانت تجاهلت بالكامل نداءات الغرب بعدم تنظيم الانتخابات. كذلك، ذكّر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بتعهد موسكو احترام «وحدة أوكرانيا»، وقال: «سنحكم على روسيا استناداً إلى تصريحاتها بأن وحدة أوكرانيا لن تمس». وفي الولاياتالمتحدة، دعا الناطق باسم مجلس الأمن القومي مارك ستروكس، المجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بشرعية اقتراع شرق أوكرانيا.