قال سفير فلسطين لدى الفاتيكان عيسى قسيسية، إن البابا فرنسيس سينصّب راهبتين فلسطينيّتين قديستين في قداس خاص يقام في الفاتيكان الأحد المقبل، في حضور الرئيس محمود عباس. وأوضح أن البابا اختار الراهبتين الفلسطينيتين، وهما ماري غطاس من القدس ومريم بواردي من الجليل، وكلتاهما عاشتا في فلسطين وتوفيتا فيها في القرن التاسع عشر، لما تركتاه من مآثر دينية وإنسانية عميقة. وقال إن الراهبة ماري غطاس كرست حياتها للفقراء، وأسست مدرسة راهبات الوردية في القدس، التي انطلقت منها سلسلة مدارس راهبات الوردية المنتشرة اليوم في فلسطين والعالم العربي. وأضاف أنها «ساهمت في إظهار الرهبنة الفلسطينية العربية، وأظهرت المشاركة النسائية في المجتمع الفلسطيني». وتابع قسيسية: «أما القديسة مريم بواردي، فأسست دير الكرمل في بيت لحم بجوار كنيسة المهد لخدمة الفقراء والمساكين والمحتاجين، إذ لعب هذا الدير دوراً مهماً في إشراك المرأة الفلسطينية في النشاطات المختلفة». وأضاف: «تجسّد مريم بواردي الوضع الفلسطيني في صورة حية، فهي وُلدت في الجليل وتوفيت ودفنت في بيت لحم... عملت في غزةوالقدس، وصنعت جسوراً بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد في نضاله من أجل الحرية». ولفت: «أسست الراهبتان هذه المشاريع في القرن التاسع عشر، وهذا يدلّ على أن فلسطين هي أرض القداسة، وأن الأجيال في هذه البلاد تحمل إرث المسيح ورسالته بنشر المحبة والسلام». ومن المقرر أن يتوجّه الرئيس عباس الى روما الخميس المقبل، على رأس وفد فلسطيني رفيع لحضور التنصيب، وسيجتمع مع البابا الجمعة قبيل حفلة التنصيب. وقال قسيسية: «فلسطين هي أرض ميلاد المسيح والمسيحية، وتضمّ عدداً من أقدم التجمعات المسيحية في العالم، والمسيحيون الفلسطينيون جزء أساسي من النسيج الفلسطيني الموحّد في نضاله الجماعي ضد الاحتلال». وأضاف: «الحديث عن القديستين ماري ومريم هو حديث عن الفلسطينيين في نضالهم من أجل البقاء في أرضهم». وأشار الى أهمية تنصيب «القديستين» الفلسطينيتين في السياق الراهن لمسعى الفلسطينيين الى تدويل القضية الفلسطينية عبر الانضمام الى الأممالمتحدة ومؤسساتها، وتجنيد ضغط دولي على إسرائيل لإنهاء احتلالها.