كان على مستقبلي رئيس أساقفة اللاتين في القدس البطريرك فؤاد طوال أمس أن يحصلوا مسبقاً على تصاريح وأذونات إسرائيلية خاصة من أجل الدخول إلى بوابة مدينة بيت لحم التي يفصلها عن المدينة جدار الفصل. وكان على موكب البطريرك أن يمر عبر بوابة في الجدار، ثم أن يسير بمحاذاة الجدار بضعة مئات من الأمتار، ويترجل أمام الجدار ليسلم على العشرات من شخصيات المدينة الذين قدموا لاستقباله، مثل رؤساء البلديات الثلاث لمدن بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا وممثلي المؤسسات المختلفة في المدينة. وتوقف موكب البطريرك الذي انطلق من كنيسة القيامة في القدس في دير مارس الياس، وهو دير يقع في أراضي مدينة بيت جالا، لكن الجدار فصله عنها. ولم يعد أهل المدينة قادرين على الوصل إلى هذا الدير المقدس الذي مرت فيه مريم العذراء في طريقها من الناصرة شمالاً إلى بيت لحم جنوباً، سوى بعد الحصول على تصاريح إسرائيلية ليست في متناول الغالبية العظمى منهم. وبدأت أمس في مدينة بيت لحم، مهد السيد المسيح، احتفالات عيد الميلاد المجيد بمشاركة شخصيات دولية، بينها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، وأخرى عربية بينها وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، وثالثة فلسطينية على رأسها الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله اللذان حضرا قداس منتصف الليل، إلى جانب الضيوف الأجانب والعرب. وبدأت احتفالات عيد الميلاد فور وصل البطريرك طوال إلى بيت لحم حيث سار موكبه مصحوباً بفرق الكشافة إلى كنيسة المهد عبر الطريق الذي سلكته مريم العذراء إلى موقع ولادة السيد المسيح. واستقبله في ساحة الكنيسة عشرات آلاف المواطنين والحجاج من كل الأراضي المقدسة وبقاع العالم المختلفة. وقالت وزيرة السياحة الفلسطينية رولا معايعة إن السلطات الإسرائيلية رفضت منح تصاريح دخول لخمسة وزراء سياحة عرب تمت دعوتهم للمشاركة في احتفالات عيد الميلاد. وأضافت أن السلطة الفلسطينية تعجز عن دعوة المسيحيين من البلاد العربية للقدوم إلى بيت لحم للمشاركة في احتفالات عيد الميلاد بسبب رفض السلطات الإسرائيلية. وأضافت: «الأرض الفلسطينية هي المكان الوحيد الذي يحتاج فيه الناس إلى تصاريح لزيارة الأماكن المقدسة والصلاة فيها». وأقامت السلطات الإسرائيلية جداراً يفصل بيت لحم عن القدس قبل سنوات. وبات الجدار الذي يلتف حول المدينة ويطوقها، حقيقة كئيبة تظلل أفراح عيد الميلاد المجيد في كل عام، إذ يحتفل المسيحيون في فلسطين والحجاج من أنحاء العالم بميلاد يسوع المسيح في مكان مولده، في كنيسة المهد في بيت لحم. وقال راعي طائفة اللاتين في بيت لحم جمال خضر: «عيد الميلاد يربط بيت لحم بالقدس، المدينتان توأم واحد، لكن للمرة الأولى يجري فصلها في التاريخ عبر الجدار». وتفصل سلسلة من المستوطنات مدينة بيت لحم عن القدس مثل «هارحوما» و «هار غيلو» و «غيلو» و «غفعات همتوس» وغيرها.