اتهم ناشط اجتماعي الصراعات والتاريخ ب«تغيير هوية الذوق العام»، مشدداً على الحاجة الماسة له، بصفته «مشروعاً وطنياً»، كما اعتبره «مطلباً مهماً وملحاً وضرورياً». ودعا الناشط الاجتماعي خالد العبدالكريم، في أمسية نظمها «منتدى الثلثاء الثقافي» في القطيف ليل أول من أمس، إلى «نشر ثقافة أدب الحوار والنقاش والفكر». وكشف عن تأسيس «الجمعية السعودية للذوق العام»، التي ستبصر النور قريباً. وانتقد العبدالكريم خلال الأمسية التي جاءت بعنوان: «أسير المحبة: خواطر وأفكار في التواصل الإنساني»، ما أسماه «الممارسات التي تصدر من النخب الثقافية عند الاختلاف في الرأي»، مطالباً بشدة ب«تنقية الساحة من الخلاف». ونوه إلى الفرق بين الاختلاف والخلاف، بقوله: «يجب أن يكون هناك سقف وحد أحمر، لا يتجاوزه الجميع». وعبر عن أمله برؤية «أدب الحوار والتعامل بالذوق العام عند العلماء والمثقفين»، مبيناً الدور المناط بالعقلاء والأدباء وأصحاب الذوق من خلال تكاتف الجهود للعمل على تصحيح التصرفات والسلوكيات. وأكد في الأمسية التي أدارها موسى الهاشم أن «الذوق العام يجسد المعنى الحقيقي للمواطنة والوحدة والانسجام والتوافق، ويسهم في القضاء على الفكر ومحاربته، وإيجاد فكر المحبة والإخاء والمودة والصفاء». وشدد على أهمية دور القانون وما يلعبه من دور مهم وأساسي في تعديل سلوك الإنسان غير الحضاري للانضباط وتطويره لحالة إيجابية، مبيناً أهمية أن يجرم القانون من يصف غيره بصفات غير لائقة. واعتبر الناشط الاجتماعي الذوق العام «فطرة إنسانية تستمد دافعيتها واستمرارها من النزعة البشرية»، لافتاً إلى «عدم اقتصارها على فئة نخبوية، بل هي فطرة جبلية في كل إنسان». ووصف الذوق بأنه «مقياس دقيق لثقافة كل مجتمع ومحدد رئيس، وهو مظهر حضاري من مظاهر التطور والتقدم ومؤشر شديد الحساسية، لرصد مستوى الوعي في المجتمعات». وطالب العبدالكريم ب«تحمل المسؤولية الشخصية لقضية الذوق العام، التي تحتاج إلى الجهد المستمر»، منتقداً بعض الممارسات التي ذكر أنه «يندى لها الجبين»، ومنها «العبوس، والتقطيب، والفظاظة في التعامل، وإهدار الوقت، والعبث في الممتلكات، ورمي المخلفات، وصولاً إلى الفوضى، والشغب، وترويع الآمنين». وأرجع سبب هذه الممارسات إلى «تدني مستوى الفهم والإدراك والقواصد»، مطالباً بإعادة النظر في التعامل مع القيم. وأوضح في الأمسية التي تزينت جدرانها بلوحات معرض الخط العربي، خطوات الوعي الخمسة المتمثلة في «تصحيح مفهوم الذوق العام، وتحويله من مفهوم إلى قناعة، ومن ثم إلى سلوك، والعمل به كمبدأ، وانتهاءً بجعله مبادرة». وشدد على ضرورة «تنشئة الجيل على مبادئ الذوق العام»، مؤكداً ضرورة «إدراج مادة الذوق كأحد المناهج الرسمية في التعليم لتطبيقه سلوكياً»، مستشهداً بورشة العمل الأولى التي عقدت في الغرفة التجارية مع المدير العام للتعليم بالمنطقة الدكتور عبدالرحمن المديرس، التي تم من خلالها الخروج بتوصية للوزير ب«إدراج مادة الذوق العام، والعمل على إيجاد مدرسة للبنات والبنين، لوضع معايير معينة تطبقها وبعد نجاحها تعمم على جميع المدارس كتجربة ناجحة ورائدة». وذكر أن أولى خطوات الجمعية ستكون «توعوية تثقيفية تبدأ بالتعليم من خلال عقد شراكات مع الجهات الحكومية، والتعاون مع قطاع المرور لتطبيق المخالفات، والأمانة والبلديات وإدارة التعليم، والصحة لوضع أنظمة وبرامج وجزاءات»، منوّهاً إلى مشاركته الأسبوع المقبل في جدة، لتصوير 30 حلقة ستنقلها 60 قناة، وتوقع أن يشاهدها 40 مليون مشاهد، بعنوان: «كلك ذوق».