أعلنت إيران أنها والدول الست المعنية بملفها النووي، بدأت في فيينا صوغ اتفاق نهائي يطوي الملف بحلول 30 حزيران (يونيو) المقبل. وكرّر وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز، دفاعه عن اتفاق لوزان الذي توصلت إليه إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) مطلع الشهر، معتبراً أنه سيتيح لمدة 10 سنين على الأقل «قدرة مريحة جداً لرصد أي نشاط عسكري مرتبط بالبرنامج النووي (الإيراني)، وسيكون لدينا وقت كاف للردّ». وأشار إلى أن الاتفاق سيمنح الدول الست القدرة على الوصول إلى إمدادات اليورانيوم الإيراني لمدة 25 سنة «في طريقة تُعتبر سابقة»، كما سيُلزِم طهران «إلى الأبد» عمليات تحقّق تتجاوز اتفاقات يعمل وفقها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أي مكان. وفي موقف لافت، أعلن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن تسليم طهران أنظمة صاروخية روسية متطورة من طراز «أس-300» مضادة للطائرات، لن يُنجَز قريباً، معتبراً أن «الأكثر أهمية هو اتخاذ قرار سياسي وقانوني يفتح الباب أمام هذا الاحتمال». وكانت موسكو رجّحت ألا تتسلّم طهران أنظمة الصواريخ قبل 6 أشهر، فيما توقّعت إيران وصولها بحلول آخر السنة. وسألت شبكة «روسيا اليوم» وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان، هل أن منظومة «أس - 300» هي لمنع هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية في بلاده، فأجاب: «إيران في صدد امتلاك منظومات دفاعية من اجل ضمان أمن أجوائها ومنشآتها النووية، وهي تتخذ قراراتها بنفسها وتنفذها، ولا تحتاج إذناً من أي جهة لضمان أمنها». في فيينا، التقى عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، نظيرتيه الأميركية ويندي شيرمان والأوروبية هيلغا شميد، بعدما عقد عراقجي وشميد جلستَي مفاوضات الأربعاء، في حضور خبراء من الجانبين، علماً أن مساعدي وزراء خارجية إيران والدول الست سيعقدون اجتماعاً اليوم. وأعلن حميد بعيدي نجاد، مساعد وزير الخارجية الإيراني، «بدء صوغ اتفاق شامل». وكرّر أن مسألة رفع العقوبات المفروضة على طهران «تشكّل أولوية أساسية»، علماً أن إيران تريد رفعاً فورياً للعقوبات لدى إبرام اتفاق، فيما تطالب الدول الست برفع تدريجي يتزامن مع تأكيد الوكالة الذرية تنفيذ طهران التزاماتها. ويلتقي ظريف نظيره الأميركي جون كيري في نيويورك الإثنين، على هامش مؤتمر لمراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي. في جاكرتا، أبلغ الرئيس الصيني شي جينبينغ نظيره الإيراني حسن روحاني أن بكين ستتابع أداء «دور بنّاء في المفاوضات، والسعي من أجل اتفاق منصف ومتوازن ومفيد للجانبين وشامل ينفع جميع الأطراف وفي أقرب وقت». وأعلن شي أن الصين مستعدة لتعزيز تعاونها مع إيران، فيما أشار روحاني إلى أن لدى الجانبين «أهدافاً مشتركة كثيرة في العلاقات الثنائية والشؤون الإقليمية والعالمية».