لوزان (سويسرا)، طهران، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت طهران أمس أن محادثاتها مع واشنطن في سويسرا لتسوية الملف النووي الإيراني، بلغت مرحلة «حساسة جداً»، إذ تتطرّق إلى «تفاصيل دقيقة»، مستبعدة إبرام اتفاق هذا الأسبوع يطوي الملف. وعقد وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والأميركي جون كيري جولة محادثات رابعة في مدينة لوزان السويسرية، في حضور رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي ووزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز، وهيلغا شميد، مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي. وكان كيري وظريف انضما إلى اجتماع عقده صالحي ومونيز صباحاً، كما التقى عباس عراقجي، نائب ظريف، نظيرته الأميركية ويندي شيرمان. وقال ظريف بعد لقائه كيري: «اقتربنا إلى فهم مشترك في بعض الملفات، وفي البعض الآخر ما زالت الهوة قائمة. هناك خلافات نسعى إلى تقليصها. علينا إيجاد حلول، ومسألة الاتفاق تأتي عندما نضع هذه الحلول على الورق، ولكتابتها نحتاج إلى خبراء، أكثر من وزراء. بلغنا تفاصيل دقيقة في المفاوضات، والتفاصيل تحتاج دوماً إلى مزيد من العمل. يمكن إحراز تقدم، إذا أبدى الطرف الآخر إرادة سياسية». وتابع أن وجود وزراء خارجية الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني في لوزان «لن يكون ضرورياً في هذه الجولة، إذ يُفترض بجميع وزراء خارجية الأطراف المتفاوضين الحضور لدى التوصل إلى حلول والاقتراب من اتفاق». وذكرت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفهم أن المحادثات «بلغت مرحلة صعبة وحساسة جداً»، لافتة إلى تحقيق «تقدم كبير في المسائل التقنية». وزادت: «سُوِّي جزء كبير من المسائل، فيما تتواصل محادثات سياسية في ما يتعلق بالعقوبات» المفروضة على طهران. في فيينا، أبلغ مصدر سياسي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية «الحياة» أن طهرانوواشنطن توصلتا إلى تفاهمات في شأن غالبية المسائل المطروحة، مضيفاً أنهما «يتجهان إلى إعلان الإطار العام للتفاهمات في نهاية الشهر». وأشار إلى أن الجانبين اتفقا على إعادة تصميم مفاعل آراك الذي يعمل بماء ثقيل، بحيث لا ينتج مادة البلوتونيوم المُستخدمة في صنع قنبلة ذرية، وتسوية وضع منشأة فردو المحصنة لتخصيب اليورانيوم، بعد موافقة طهران على تفكيك مخزونها من اليورانيوم المرتفع التخصيب والاكتفاء بنسبة تخصيب لا تتعدى 5 في المئة، في مقابل إطلاق جزء من أرصدة إيرانية مجمدة تبلغ مئة بليون دولار، والسماح لطهران بتصدير النفط واستخدام النظام المصرفي العالمي. وذكر المصدر أن هذه التدابير ستسري خلال فترة اختبار تراوح بين 10 الى 15 سنة. وقال إن الولاياتالمتحدة طرحت على المفاوضات قضية دعم إيران «حزب الله» اللبناني وحركتَي «حماس» و «الجهاد الإسلامي» الفلسطينيتين وتنظيمات تدرجها واشنطن على قائمة الإرهاب، لافتاً إلى أن طهران اقترحت مناقشة هذه القضايا بعد إبرام اتفاق نووي. وذكر أن ظريف اعتبر أن هذه الحركات تعمل الآن في إطار أهداف أميركا لمواجهة الإرهاب في لبنان وسورية والعراق. في غضون ذلك، طرح أعضاء جمهوريون في الكونغرس يعارضون سعي الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إبرام اتفاق مع إيران، مسألة «تدخلها» في الأرجنتين والبرازيل ودول أخرى في أميركا اللاتينية، خلال جلسة للجنة نصف الكرة الغربي الفرعية التابعة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب. وأشار رئيس اللجنة جيف دانكان إلى «برنامج إيراني غير مشروع للأسلحة النووية»، متهماً إدارة أوباما بتجاهل سلوك طهران في أميركا اللاتينية «على رغم سعيها وحزب الله إلى بسط نفوذهما» في القارة.