شهد اليوم الثاني من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في سويسرا «اشتباكاً» أمس، إذ رفضت طهران اشتراط الرئيس الأميركي باراك أوباما لإبرام اتفاق لتسوية الملف النووي لإيران، أن تجمّد نشاطاتها الذرية لعقد على الأقل (للمزيد). لكن الجانبين كثّفا لقاءاتهما في مدينة مونترو السويسرية، إذ عقد وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف ثلاث جلسات محادثات أمس، بعد جلستَين مساء الإثنين، في حضور هيلغا شميد، مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، وحسين فريدون، شقيق الرئيس الإيراني حسن روحاني. واجتمع عباس عراقجي، نائب ظريف بنظيرته الأميركية ويندي شيرمان، كما التقى رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز. وقال كيري إن الطرفين «يتابعان العمل على نحو مثمر»، فيما تحدث ظريف عن «جدية إزاء الحاجة إلى المضي قدماً». وكرّر أن هناك «حاجة إلى إرادة سياسية لفهم أن السبيل الوحيد للمضي قدماً هو من خلال المفاوضات». وأشار إلى أن هذه الجولة من المحادثات «تشكّل فرصة مناسبة لمناقشة قضايا سياسية، خصوصاً كيفية الإلغاء الفوري للعقوبات» المفروضة على طهران. واعتبر ظريف أن تصريحات أوباما هدفها «كسب الرأي العام الأميركي ومواجهة دعاية رئيس وزراء الكيان الصهيوني (بنيامين نتانياهو) وسائر المتطرفين المعارضين للمفاوضات»، من خلال «استخدام (الرئيس الأميركي) عبارات وصيغاً غير مقبولة تنمّ عن تهديد»، وأكد أن إيران «لن ترضخ أمام المطالب المبالغ فيها وغير المنطقية للطرف الآخر». ورأى الوزير الإيراني أن نتانياهو «حاول» التأثير في المفاوضات، من خلال خطابه أمام الكونغرس الأميركي أمس، ولفت إلى أن «إثارة توتر وصراع لا تساعد أحداً». وكان أوباما قال لوكالة «رويترز»: «إذا كانت إيران مستعدة للموافقة على إبقاء برنامجها النووي على ما هو عليه الآن لعشر سنين على الأقل، وتقليص عناصر منه في شكل يمكن التحقّق منه، فلا خطوات أخرى يمكننا اتخاذها لتعطينا ضمانة مشابهة بأن (الإيرانيين) لا يملكون سلاحاً نووياً». وتابع: «يجب أن تكون هناك فترة سنة على الأقل بين لحظة نرى فيها أنهم يحاولون الحصول على سلاح نووي ولحظة سيكونون فيها قادرين على امتلاكه فعلياً». إلى ذلك، علّقت موغيريني على خطاب نتانياهو أمام الكونغرس، محذرة من أن «إشاعة مخاوف ليست مفيدة في هذه المرحلة»، خصوصاً «في ساعات نقترب فيها من تحقيق نتيجة» في المفاوضات. في غضون ذلك، أعلن قائد البحرية في «الحرس الثوري» الأميرال علي فدوي، أن قواته «استخدمت سلاحاً استراتيجياً» في مناورات عسكرية نفذتها قرب مضيق هرمز الأسبوع الماضي، معتبراً أن «هذا السلاح يمكنه قلب المعادلات» في المنطقة.