بدت القاهرة منشغلة بالاستعدادات لتطوير مشاركتها في عملية «عاصفة الحزم» في اليمن إلى مستوى التدخل البري الذي ظهر أنه يلوح في الأفق، بالتزامن مع تحرك ديبلوماسي في ما يخص الملف الليبي. وبعد يومين من ترؤس الرئيس عبدالفتاح السيسي اجتماعاً للمجلس الأعلى للقوات المسلحة خرج بعده ليشدد على «عدم التخلي عن أشقائنا في الخليج»، وعلى أولوية تأمين الملاحة في باب المندب التي وصفها بأنها «ركيزة أساسية وقضية أمن قومي مصري وعربي»، وصل وزير الدفاع المصري صدقي صبحي أمس إلى إسلام آباد في زيارة رسمية تستغرق بضعة أيام تتصدرها محادثات في شأن اليمن. وكانت باكستان أعلنت رسمياً استعدادها لإرسال قوات ضمن التحالف في اليمن للمشاركة في «عاصفة الحزم». لكنها لم تحسم بعد مستوى المشاركة. ووفقاً لبيان وزعه الناطق باسم الجيش، فإن صبحي غادر القاهرة صباح أمس متوجهاً إلى إسلام آباد على رأس وفد عسكري رفيع المستوى في زيارة رسمية تستغرق بضعة أيام، موضحاً أن من المقرر أن يلتقي صبحي خلال زيارته «كبار رجال الدولة والمسؤولين في وزارة الدفاع الباكستانية لتدعيم أوجه التعاون وتعزيز العلاقات العسكرية بين القوات المسلحة لكلا البلدين في العديد من المجالات». وتأتي الزيارة بعد يوم من اجتماع عقده صبحي ورئيس أركان الجيش محمود حجازي في القاهرة ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش في جيبوتي اللواء زكريا شيخ إبراهيم «تناول المستجدات والمتغيرات المتلاحقة على الساحتين الإقليمية والدولية في ظل الظروف الراهنة والتطورات الأخيرة في اليمن وما تشهده منطقة جنوبالبحر الأحمر من توترات وحال عدم استقرار أمني، وأوجه التعاون المشترك والعلاقات المتميزة التي تربط البلدين». وتطل جيبوتي على الساحل الغربي لمضيق باب المندب، وعلى الجانب المقابل لها عبر البحر الأحمر تقع اليمن التي تبعد سواحلها نحو 20 كيلومتراً من جيبوتي. ونقل بيان عسكري مصري تأكيد رئيس أركان جيبوتي «تقديره الكامل لمصر حكومة وشعباً متمنياً لها دوام الاستقرار والتقدم لاستعادة مكانتها الرائدة إقليمياً ودولياً». وأوضح أن مراسم استقبال رسمية جرت للضيف في مقر وزارة الدفاع، قبل أن يلتقي نظيره المصري في جلسة حضرها عدد من قادة الجيش وسفير جيبوتي في القاهرة، تناولت سبلَ دعم التعاون وتعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين. إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية المصرية إن جهودها أسفرت عن إجلاء 525 مصرياً من اليمن، سواء براً أو بحراً أو جواً. وأوضحت في بيان أنها «نجحت في إجلاء نحو 145 مواطناً مصرياً عبر منفذ الطوال الحدودي مع المملكة العربية السعودية الأحد». وقال الناطق باسم الخارجية بدر عبدالعاطي إن «البعثات المصرية في السعودية وسلطنة عمان وجيبوتي تواصل جهودها لتسهيل إجراءات المصريين الراغبين في العودة من اليمن إلى أرض الوطن واستقبالهم وتسفيرهم تباعاً فور وصولهم إلى المنافذ الحدودية المختلفة»، مشيراً إلى أن «الوزارة تتابع أيضاً التنسيق مع عدد من الدول الصديقة وشركات خاصة عملية الإجلاء الجوي لعدد من المصريين من ميناء صنعاء». وكانت وزارة القوى العاملة والهجرة المصرية أعلنت في وقت سابق أن أعداد العمالة المصرية في اليمن تتراوح بين 6 آلاف و7 آلاف. وفي ما يخص الملف الليبي، تستضيف روما غداً اجتماعاً ثلاثياً يضم وزيري الخارجية الإيطالي باولو غينتيلوني والمصري سامح شكري ووزير الشؤون المغاربية والأفريقية الجزائري عبدالقادر مساهل. وأوضح بيان لوزارة الخارجية الإيطالية أن الاجتماع «سيركز على مستجدات الأزمة الليبية وسبل التصدي للإرهاب في الشمال الأفريقي». وكانت الحكومة الليبية الموقتة أعربت على لسان وزير الخارجية محمد الدايري في أعقاب لقاء في روما مع غينتيلوني، عن «الارتياح للاهتمام المتزايد الذي يوليه بعض الدول الأوروبية والغربية في شأن الدور الذي تقوم به ليبيا في حربها على الإرهاب»، مشيراً إلى الاجتماع الثلاثي الوزاري الذي سيجمع كلاً من إيطاليا ومصر والجزائر.