صدرت أمس مواقف عربية وإسلامية مؤيدة ل «عاصفة الحزم» وهو الاسم الذي أُطلق على العملية التي بدأتها المملكة العربية السعودية «دعماً للشرعية» في اليمن. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الخميس أن «الأردن والسودان والمغرب ومصر وباكستان أعربت عن رغبتها في المشاركة في العملية» في اليمن. وتُضاف هذه الدول إلى خمس دول في مجلس التعاون الخليجي (السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر) تعهدت المشاركة في العملية. في المنامة، قال مصدر مسؤول في القيادة العامة لقوة دفاع البحرين: «بناءً على أمر الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين القائد الأعلى الذي جاء تلبيةً لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه التي جاءت استجابةً لطلب السلطة الشرعية في جمهورية اليمن الشقيقة، يشارك سرب مكون من 12 طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البحريني بقوة دفاع البحرين في عمليات عاصفة الحزم ضمن قوات درع الجزيرة المشتركة، وذلك في إطار اتفاقية الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية». وأكد المصدر على ما أفادت وكالة الأنباء البحرينية أن المشاركة «تأتي التزاماً بالجهود الجماعية لحفظ الأمن المشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث أن بلاد العرب تبقى للعرب، كما تعكس الخطوة دعم مملكة البحرين، ووقوفها التام والثابت مع أشقائها بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدول العربية في ما يتخذونه من إجراءات وخطوات حاسمة ضد كل ما من شأنه تهديد الاستقرار في المنطقة». ودعا المصدر جميع الأطراف في اليمن إلى «تحكيم العقل ونبذ العنف والإرهاب والحفاظ على الشرعية القائمة». وفي الخرطوم، أعلن وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم حسين أن بلاده ستشارك بقوات جوية وبرية في عمليات «عاصفة الحزم» ضد تمرد الحوثيين في اليمن، وأن القوات السودانية بدأت في تحريك آليات باتجاه منطقة العمليات. وقال حسين خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس إن القوات السودانية بدأت تحركات القوات الميكانيكية تجاه مواقع قيادة العمليات في المملكة العربية السعودية. وفي رده على سؤال عما إذا كان قرار المشاركة سيؤثر سلباً في علاقة السودان مع إيران، اكتفى الوزير بالقول: «أمن السعودية بالنسبة إلينا خط أحمر». وأوضح الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد، خلال المؤتمر الصحافي، أن وزير الدفاع أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس هيئة أركان القوات المسلحة السعودية عبدالرحمن بن صالح، كما عقد لقاء مع الملحق العسكري السعودي إبراهيم عثمان العمير بالخرطوم، لبحث الترتيبات الخاصة ب «عاصفة الحزم». وذكر أن «مشاركتنا في عاصفة الحزم، تأتي لحماية المقدسات الإسلامية وتضامناً مع إخوتنا في اليمن». وكان وزير الخارجية السوداني علي كرتي قال إن قرار السودان يأتي من منطلق حرصه على أمن المنطقة والمملكة العربية السعودية. وأضاف: «إن السودان بقربه من السعودية ومن منطلق العلاقات التاريخية الوثيقة والخطر الذي يهدد المنطقة جميعها والسعودية على وجه التحديد اتخذ هذا القرار». وأوضح وزير الخارجية «السودان يعلم تماماً أن مشاركته في هذه الحرب هي مشاركة للدفاع عن أمن السعودية وأمن السودان وأمن المنطقة عموماً». وفي الرباط (أ ف ب)، أكدت حكومة المملكة المغربية «تضامنها المطلق» مع السعودية وتأييدها للحفاظ على الشرعية في اليمن. وأفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون ليلة الأربعاء - الخميس أن «المملكة المغربية تابعت عن كتب وبانشغال كبير التطورات الخطيرة التي عرفتها الجمهورية اليمنية والمتمثلة في استعمال القوة والعنف والإمعان في نسف مكتسبات الحوار الوطني اليمني وضرب الشرعية». وأضاف البيان أنه «أمام هذه السلوكات وما تحمله من مخاطر على نطاق واسع، فإن المملكة المغربية تعلن عن تضامنها الكامل والمطلق مع المملكة العربية السعودية وتأييدها للحفاظ على الشرعية في اليمن». وأكد البيان استعداد المغرب «للدفاع عن المملكة العربية السعودية في خطاها لدرء أي سوء قد يطاول أرضها أو يمس من قريب أو من بعيد، الحرم الشريف أو يهدد السلم والأمن في المنطقة برمتها». وفي رام الله ، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس عن دعمه للعملية العسكرية بقيادة السعودية. وقالت الرئاسة في بيان إنها تدعم «قرار المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليجي والدول العربية المشاركة في العمليات الرامية إلى الحفاظ على وحدة اليمن ودعم الشرعية فيه». وأكد البيان أيضاً «أهمية الاستجابة لدعوة الحوار الذي نادى به مجلس التعاون الخليجي في الرياض والتمسك بالحوار سبيلاً لتحقيق مصالح الشعب اليمني واستعادة أمنه واستقراره ووحدة ترابه الوطني». وفي بنغازي (ليبيا)، أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية الموقتة المعترف بها دولياً (مقرها طبرق) الخميس «تأييدها المطلق للعمليات العسكرية التي اتخذتها الدول العربية الداعمة للشرعية صباح اليوم (أمس) في اليمن». وأكدت الخارجية الليبية في بيانها رفضها الأسلوب الذي انتهجه الحوثيون «للانقلاب على السلطة الشرعية والسيطرة على مقاليد الأمور بالقوة المسلحة وما ترتب على ذلك من أحداث دامية في اليمن». وجددت تأكيدها «وقوف ليبيا مع السلطات الشرعية في اليمن بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته»، مشددة على «الأهمية القصوى لوحدة الجمهورية اليمنية واستقرارها وسلامة أراضيها». ويشارك وزير الخارجية الليبي محمد الدايري في اجتماعات وزراء الخارجية العرب في شرم الشيخ للتحضير للقمة العربية العادية المقررة يومي 28 و29 آذار (مارس) في المنتجع المصري على البحر الأحمر. وفي إسطنبول (رويترز)، أعلنت تركيا أمس تأييدها العملية العسكرية التي تقودها السعودية ضد جماعة الحوثي في اليمن. وأكدت وزارة الخارجية في بيان أن السعودية أطلعت أنقرة بأمر العملية مسبقاً وترى أن العملية ستعيد السلطة الشرعية وتمنع خطر الحرب الأهلية. كما قال الرئيس التركي طيب رجب أردوغان إن بلاده قد تنظر في تقديم دعم في مجال الإمداد والتموين للعملية العسكرية، مطالباً إيران «والجماعات الإرهابية» بالانسحاب من اليمن. وقال أردوغان لتلفزيون «فرانس 24» في مقابلة نشرت مقتطفات منها على موقعه على الإنترنت وعبر محطات بث تركية «قد تنظر تركيا في تقديم دعم في مجال الإمداد والتموين بناء على تطور الوضع ... يجب أن تنسحب إيران والجماعات الإرهابية». وفي إسلام آباد (أ ف ب)، أكدت الحكومة الباكستانية أنها تدرس طلباً سعودياً بالمشاركة في عملية اليمن. وقالت الناطقة باسم الخارجية تسنيم إسلام في لقائها الأسبوعي مع الصحافيين: «يمكنني أن أؤكد أن السعودية اتصلت بنا. هذا كل ما يمكنني قوله حالياً».