بعد ساعات من دخول القوات العراقية تكريت، مدعومة بقوات «الحشد الشعبي»، تدفقت عبر مواقع التواصل الإجتماعي صور ومقاطع مسجلة لمسلحين ينهبون ويحرقون محلات تجارية ومنازل، ما استدعى تدخل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الذي دعا إلى الحفاظ على الممتلكات، وإلى مشاركة العشائر (السنّية) في الحرب لتحرير مدنها. (للمزيد). إلى ذلك، أمر رئيس الوزراء حيدر العبادي الجيش بتشديد الرقابة عند نقاط التفتيش إلى الجنوب من تكريت واعتقال كل من يضبط معه مسروقات. أما نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي فاعتبر هذه الممارسات «رسالة سلبية سوداء تُجهض المعنى الحقيقي للإنتصار لأنها تنتقم من المواطنين أصحاب المصلحة في النصر». وأكد الشهود أن هذه الظاهرة تركزت في شارع الأطباء وشارع 30 في وسط تكريت، وقالوا إن من الصعب تمييز المسلحين الذين ينفذون هذه الأعمال بسبب تشابه الأزياء العسكرية التي يرتدونها مع أزياء الجيش ومجموعات «الحشد الشعبي»، لكنهم أضافوا إنهم رصدوا شاحنات تحمل شعارات الميليشيات وليس الجيش. من جهة أخرى، قال ممثل السيستاني في كربلاء عبدالمهدي الكربلائي إن «القوات المسلحة ومن يساندها من المتطوعين وأبناء العشائر الأصيلة في صلاح الدين وأبناء تكريت أضافوا جميعاً نصراً مميزاً آخر إلى سجل الانتصارات». وأضاف أن «المطلوب من الحكومة والقوات المسلحة ومن يساندها الإهتمام بحفظ وحراسة ممتلكات المواطنين في المناطق التي يتم تحريرها ولا يسمح لأي كان بالإعتداء عليها». وكان نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس أكد أن ما يحصل في تكريت سببه «نزاعات داخلية ومحلية ومشكلات بين مناطق وعشائر»، وقال: لا يمكن أن يضع الحشد الشعبي حارساً على باب كل دار». وفي سياق متصل، أكدت مصادر أمنية في منطقة بلد، جنوب تكريت، أن اشتباكات اندلعت بين الشرطة وعناصر من ميليشيا «الخراساني» كانت تحاول سرقة سيارة. على صعيد آخر، علمت «الحياة» من مصادر موثوق فيها أن الحكومة أمرت بتعزيز قواتها في الأنبار تمهيداً لعملية عسكرية وشيكة في المحافظة. وقال عضو مجلس محافظة الأنبار مزهر الملا إن استعدادات تجري لشن عملية عسكرية في المحافظة ضد معاقل تنظيم «داعش». وأضاف أن «التعزيزات وصلت الى قبل يومين، فيما تستمر العمليات في ناحية الكرمة، شرق الفلوجة، كما أن قوات الأمن والعشائر تحقق تقدماً في شمال الرمادي». وقال عضو مجلس محافظة الأنبار مزهر الملا إن استعدادات تجري لشن عمليات عسكرية في المحافظة ضد معاقل «داعش»، وأشار إلى أن مجلس المحافظة والحكومة الاتحادية يناقشون العمليات العسكرية في الأنبار. وأضاف في تصريح إلى «الحياة» أن تعزيزات عسكرية وصلت إلى الأنبار قبل يومين، فيما تتواصل العمليات العسكرية على ناحية الكرمة شرق الفلوجة، كما تحقق القوات الأمنية والعشائر تقدماً في مناطق شمال الرمادي. وأشار الى أن «مجلس المحافظة أوضح للمسؤولين في بغداد أن العشائر في حاجة إلى سلاح ودعم حقيقي وعدم المماطلة في تحقيق ذلك»، مؤكداً في الوقت ذاته أن «أبناء الأنبار يستطيعون تحرير مدنهم». وانشغل مجلس المحافظة الأسبوع الماضي في عقد اجتماعات مع ممثلي العشائر والوجهاء استعداداً لمرحلة طرد «داعش»، على أن يُعقد مؤتمر موسع للبحث في الوضع منتصف الشهر الجاري. وأعلن عدد من قادة فصائل «الحشد الشعبي» أن المعركة المقبلة، بعد تحرير تكريت، ستكون في الأنبار، وقال الناطق باسم جماعة «عصائب أهل الحق» جواد الطليباوي: «نحن نستعد للمشاركة في العملية العسكرية الكبيرة لتحرير ناحية الكرمة ومن بعدها التوجه إلى الرمادي». وأفاد مصدر أمني في «قيادة عمليات الأنبار» أن اشتباكات عنيفة اندلعت أمس بين قوات مشتركة من «الفرقة الذهبية» والجيش من جهة، وعناصر من «داعش» من جهة ثانية، في مناطق الحوز والإسكان والبو جليب، أسفرت عن قتل تسعة من مسلحي التنظيم.