تتجه أنظار الحكومة العراقية إلى الأنبار لإطلاق عملية عسكرية على معاقل «داعش»، بعد أيام على الانتهاء من تحرير تكريت، فيما رجحت مصادر إرجاء التقدم نحو الموصل حيث يعكف التنظيم على تحصين المنافذ الجنوبية للمدينة استباقاً لأي عملية عسكرية ضده. وقال عضو مجلس محافظة الأنبار مزهر الملا إن استعدادات تجري لشن عمليات عسكرية في المحافظة ضد معاقل «داعش»، وأشار إلى أن مجلس المحافظة والحكومة الاتحادية يناقشون العمليات العسكرية في الأنبار. وأضاف في تصريح إلى «الحياة» أن تعزيزات عسكرية وصلت إلى الانبار قبل يومين، فيما تتواصل العمليات العسكرية على ناحية الكرمة شرق الفلوجة، كما تحقق القوات الأمنية والعشائر تقدماً في مناطق شمال الرمادي. وأشار الى إن هناك توجهاً لدى الحكومة لتنفيذ عملية عسكرية في الأنبار، لافتاً إلى أن «مجلس المحافظة أوضح للمسؤولين في بغداد أن عشائر الأنبار بحاجة إلى التسليح والدعم الحقيقي وعدم المماطلة في تحقيق ذلك»، ومؤكداً في الوقت ذاته أن «أبناء الانبار يستطيعون تحرير مدنهم». وانشغل مجلس المحافظة الأسبوع الماضي بعقد اجتماعات عديدة مع ممثلي العشائر والوجهاء استعداداً لمرحلة طرد «داعش» من المحافظة، على أن يُعقد مؤتمر موسع بشأن الأنبار منتصف الشهر الجاري. وأعلن عدد من قادة فصائل الحشد الشعبي أن المعركة المقبلة بعد تحرير تكريت ستكون في الانبار، وقال الناطق باسم جماعة «عصائب أهل الحق» جواد الطليباوي إن «الاستعدادات جارية حالياً من قبل فصائل المقاومة للمشاركة بالعملية العسكرية الكبيرة المنطلقة لتحرير ناحية الكرمة ومن بعدها التوجه إلى مدينة الرمادي في الأنبار». وأفاد مصدر أمني في «قيادة عمليات الأنبار» أن اشتباكات عنيفة اندلعت أمس بين قوات مشتركة من «الفرقة الذهبية» والجيش من جهة وبين عناصر من «داعش» من جهة ثانية في مناطق الحوز والإسكان والبو جليب وسط الرمادي، مشيراً إلى أنها أسفرت عن مقتل تسعة من مسلحي التنظيم. وفي صلاح الدين شمال بغداد، شهدت مدينة تكريت هدوءاً نسبياً بعد توقف القتال في المدينة باستثناء تفجيرات سُمعت فيها نتيجة انفجار عبوات ناسفة ومنازل مفخخة اثناء تقدم القوات الأمنية نحو أطراف تكريت الشمالية والشرقية.