بدأت في محكمة الجنايات في العاصمة الجزائرية امس، محاكمة المتهمين في قضية «سوناطراك «التي تشكل الفصل الأول من الفضيحة المالية التي هزت شركة النفط الحكومية. ومثل في القضية 19 متهماً من بينهم كبار المسؤولين في مجمع «سونطراك» ومجمعات أجنبية أخرى. وللمرة الأولى، شاهد صحافيون المدير العام السابق لمجمع «سونطراك» (شركة النفط الحكومية العملاقة) مزيان محمد، ماثلاً أمام القضاء وكذلك المدير العام لمجمع الشركة الألمانية «كونتال» اسماعيل محمد رضا جعفر، الموقوف احتياطياً، وهو المتهم الرئيسي في هذه القضية. واستدعى القضاء ثمانية متهمين وهم مديرون تنفيذيون في الشركة على رأسهم المدير المكلف بالنقل عبر الأنابيب ومدير النشاطات القبلية وكذلك أربعة شركات أجنبية «استفادت من دون وجه حق، من صفقات عمومية تضر بمصالح مجمع سونطراك»، كما جاء في قرار غرفة الاتهام المكون من 293 صفحة. ووردت في الملف القضائي الذي أعد بناء على تقرير خبراء من جهاز الاستخبارات الجزائري، المخول في وقت سابق بالتحقيق في الجرائم الاقتصادية الكبرى، اتهامات تتعلق ب «جناية قيادة جمعية أشرار وجنح إبرام صفقات مخالفة للأحكام التشريعية والتنظيمية الجاري العمل بها بغرض إعطاء امتيازات غير مبررة للغير، والرشوة في مجال الصفقات العمومية». كما وجهت إلى المتهمين تهم «تبييض وتبديد أموال عمومية وجنحة الزيادة في الأسعار خلال إبرام صفقات مع مؤسسة ذات طابع صناعي وتجاري». واتهم القضاء المجمع الحكومي النفطي بإبرام «صفقة مشبوهة مع المجمع الإيطالي سيبام ألجيريا في إطار مشروع إنجاز أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر وسردينيا لنقل الغاز الطبيعي من حقل حاسي الرمل إلى إيطاليا والمقسم إلى أربعة أقسام حيث سجلت في هذه الصفقة مخالفات عدة». ولاحظ قرار الإحالة انه «تبين إبرام صفقة مشبوهة بخصوص مشروع إعادة تهيئة مقرغرمول التابع لسونطراك والتي فازت به شركة إمتاش الألمانية «. وهزت «سوناطراك»، اكبر شركة نفطية في افريقيا وإحدى اهم شركات النفط والغاز في العالم، فضائح فساد اطاحت وزير الطاقة السابق شكيب خليل ومسؤولين كباراً. كما تأثر قطاع المحروقات في الجزائر بعد الهجوم الدموي واحتجاز الرهائن في مصنع الغاز في تيقنتورين في عين آميناس في كانون الثاني (يناير) 2013، ما تسبب في شل جزء من انتاجه. على صعيد أخر أفاد بيان للجيش بأن فرقة تمكنت مساء أول من أمس «من القضاء على إرهابي في منطقة في ولاية بومرداس (50 كلم شرق العاصمة) وضبط رشاش كلاشنيكوف». وأورد البيان أنه «في اطار مكافحة الإرهاب، تمكنت مفرزة من قوات الجيش الوطني الشعبي تابعة للقطاع العملياتي لبومرداس في إقليم الناحية العسكرية الأولى، وإثر عملية تمشيط قرب غابة سيدي علي بوناب بين ولايتي بومرداس وتيزي وزو، من القضاء على إرهابي واسترجاع رشاش كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة وهاتف نقال». كذلك تمكنت مفرزة تابعة للقطاع العملياتي لبرج باجي مختار (قرب الحدود مع مالي)، من إحباط محاولة تهريب 12.5 طن من المواد الغذائية وألف لتر من الوقود كانت معبأة على متن شاحنة.