فيما يتواصل العد العكسي نحو الانتخابات العامة الإسرائيلية المقررة الثلثاء المقبل، أظهرت استطلاعات رأي الإسرائيليين أن الكفة باتت ترجح لمصلحة «المعسكر الصهيوني» الوسطي برئاسة زعيم حزب «العمل» إسحق هرتسوغ، ما حدا بزعيم حزب «ليكود»، رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو إلى شن حملة إعلامية سريعة ومكثفة لحشد مؤيديه وتعزيز فرصه بالفوز. (للمزيد). وشهدت الساعات الأربع والعشرون الأخيرة نشاطاً غير مسبوق لنتانياهو خلال المعركة الانتخابية، إذ جال بين محطات التلفزة ووسائل الإعلام المتوافرة، وفتح حواراً مع أصدقائه على صفحة «فايسبوك» ليحذر أنصار معسكر اليمين من أن بقاءه في الحكم ليس مضموناً. وكان نتانياهو بادر قبل ثلاثة أشهر إلى حل الحكومة وتبكير الانتخابات أملاً في تحقيق نتائج طيبة لحزبه ولأحزاب اليمين تمكنه من تشكيل حكومة أكثر استقراراً، لكنه لم يتوقع أن ينجح «المعسكر الصهيوني» في التقدم على «ليكود» في المرحلة الأخيرة من السباق بأربعة مقاعد، بحسب استطلاعات أمس. وعلى رغم هذه النتيجة، إلا أن كفتي ميزان القوى بين المعسكرين الوسطي –اليساري واليميني– الديني تتعادلان، علماً أن الطرف الذي سيشكل الحكومة بحاجة الى توصية 61 نائباً على الأقل. ويبقى الحسم في هوية رئيس الحكومة المقبلة بيد زعيم الحزب اليميني المعتدل موشيه كحلون المنسلخ من «ليكود» لخلافات شخصية مع نتانياهو، والذي مازال يتمسك بمبادئ «ليكود» السياسية ويختلف معه في القضايا الاجتماعية– الاقتصادية التي أعلن أنها في رأس أولوياته. وحذت غالبية الأحزاب حذو كحلون في تأكيد أولوية هذه القضايا، فيما يحاول «المعسكر الصهيوني» التميز عن «ليكود» والمعسكر اليميني المتشدد بتأييده استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، لكن مع إبقاء التكتلات الاستيطانية الكبرى في محيط القدس والضفة الغربية المحتلتين تحت السيادة الإسرائيلية في إطار الحل الدائم، وإصلاح العلاقات مع المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولاياتالمتحدة. وقد تشكل «القائمة (العربية) المشتركة» التي تمثل جميع التيارات الوطنية والإسلامية في المجتمع الفلسطيني في الداخل، مفاجأة الانتخابات في ظل احتمال خروجها قوة ثالثة بحصولها على 13 مقعداً. ورفعت القائمة شعار إسقاط اليمين وتفضيل حكم هرتسوغ، لكن بشروط، إذ أعلنت أنها لن تدخل الائتلاف الحكومي برئاسته طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس. لكن أكثر ما تخشاه «القائمة» وسائر الأحزاب الصغيرة من المعسكرين، هو اتفاق بين نتانياهو وهرتسوغ على تشكيل حكومة «وحدة وطنية»، مع احتمال التناوب بينهما على رئاستها. ولا يستبعد مراقبون هذا الاحتمال، وإن نفاه نتانياهو وهرتسوغ، إذ يرون أن تشكيل حكومة ضيقة أخرى، سواء برئاسة نتانياهو أو «ليكود» لن تعمر طويلاً، وهو ما استدعى ربما الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريبلين إلى توقع انتخابات جديدة بعد عامين على الأكثر.