بدأ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس زيارة إلى المغرب هي الأولى له، والثانية لمسؤول فرنسي بعد وزير الداخلية بيرنار كازنوف منذ الأزمة التي شلّت العلاقة بين الرباط وباريس، وأدت إلى قطيعة ديبلوماسية استمرت نحو سنة. وقال مصدر رسمي إن فابيوس زار العاهل المغربي الملك محمد السادس، ثم التقى نظيره المغربي صلاح الدين مزوار وعرض معه سبل تعزيز التعاون بين البلدين، وتنسيق المواقف حول تطورات الأوضاع في المنطقة، في ضوء التهديدات الأمنية القادمة من ليبيا ومن منطقة الساحل والصحراء. وقال فابيوس إن المغرب شريك رئيسي لفرنسا «وننوي العمل معه على قدم المساواة». وأضاف: «تكيفنا مع توقعات بلد متحول أصبح من الآن من بين الدول الناشئة، ونحن مصممون على المضي قدماً لإنجاز أكثر مما تم تحقيقه في الماضي. والمشاريع كثيرة وعدد منها قيد الإطلاق». وأكد فابيوس في مقابلة صحافية أن الصعوبات التي شهدتها علاقة بلاده مع المغرب «تم تجاوزها». وأضاف أن المحادثات التي أجراها العاهل المغربي والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «وضعت الأسس لحركية جديدة بين بلدينا»، ما أنهى «سوء الفهم»، منوهاً باستئناف التعاون القضائي والأمني الذي «يهيئ الظروف لتعاون أكثر فعالية» حتى «تعود روابطنا إلى سابق عهدها». وتستبق زيارة فابيوس زيارةً مرتقبة لرئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في 10 نيسان (أبريل) المقبل، حيث سيجري محادثات مع نظيره المغربي عبد الإله بن كيران، وستفسح المحادثات بينهما المجال أمام لقاء رفيع يُنتظَر عقده في العاصمة الفرنسية لوضع خريطة طريق للعامين المقبلين في المجالات ذات الاهتمام المشترك. كما شدد أن المغرب وفرنسا مطالبان ب «التعبئة القبلية» لمحاربة التطرف، مؤكداً أن البلدين عازمان على مكافحة الجماعات الإرهابية على غرار «داعش» و «بوكو حرام» و «علينا توحيد جهودنا على المستويات الأمنية والديبلوماسية، وهذا التصميم المشترك مهم الآن أكثر من أي وقت مضى».وعبر الوزير الفرنسي من جهة أخرى عن أسفه حيال تصاعد الأعمال المعادية للمسلمين في فرنسا عقب الهجوم على مجلة «شارلي إيبدو» ، معتبراً أن «مهاجمة المسلمين بسبب دينهم هو مهاجمة للجمهورية الفرنسية». وأضاف: «منع هذه الاعتداءات غير المقبولة أولوية».