أجرى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون، محادثات في القاهرة عشية الحوار المرتقب اليوم الخميس بين الفرقاء الليبيين في المغرب. والتقى ليون مساء أول من أمس، مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون دول الجوار أسامة المجدوب والسفير المصري في ليبيا ومسؤولي الملف الليبي في الخارجية المصرية. وناقش الاجتماع «سبل دعم مسار الحوار السياسي الحالي بين الليبيين، والجهود المصرية للحفاظ على أمن الشعب الليبي وسلامته واستقرار بلاده ووحدة أراضيها»، وفق بيان مصري. وأكد المبعوث الأممي أن «مصر دولة جوار مهمة بالنسبة إلى ليبيا وتلعب دوراً مهماً للغاية»، معتبراً أن «مساندة مصر للحل السياسي في ليبيا أمر بالغ الأهمية». وأضاف أن القاهرة «تقوم بدور نشط وفعال في دعم مهمة بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا والحوار السياسي، وهذا أمر مهم لأن مصر تقوم بدور كبير في ليبيا وهي اللاعب الأهم في المنطقة». وأوضح أن «مصر تدعم الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى مخرج سياسي للأزمة الليبية، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لوضع نهاية للأزمة». وأشار إلى أنه ناقش قضية الإرهاب التي تشغل الحكومة المصرية في شكل كبير، خصوصاً بعد قتل «داعش» مواطنين مصريين في ليبيا. وقال إن «الأممالمتحدة تدرك تماماً أن ما تعرض لها المواطنون المصريون في ليبيا يعد جريمة تتطلب من المجتمع الدولي أن يقوم بتحرك فعال ضد الإرهاب». لكنه شدد على أن «الحوار يعد الوسيلة الوحيدة المجدية لإيجاد حل سلمي للأزمة السياسية التي تمر بها ليبيا ووضع حد نهائي للنزاع العسكري الذي سبب الكثير من المعاناة للشعب الليبي». وأوضح أن «مجلس الأمن يواصل مناقشة مشروع القرار العربي، ويتعين على المجتمع الدولي أن يتحرك لمجابهة الإرهاب، وهذا مبدأ ضروري. وفي الوقت نفسه لا بد من مساندة الحوار السياسي باعتباره مفتاح الحل في ليبيا». وقال إن «الجميع يدرك أن تنظيم داعش الإرهابي والتنظيمات الإرهابية الأخرى مثل القاعدة يستغلون حال الفوضى والحرب والمشاكل السياسية التي تشهدها البلاد للتمدد في ليبيا. وبالتالي فإن الأولوية الآن تكمن في الوصول إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، ومن هنا تأتي أهمية اجتماع المغرب». وأشار إلى أن جولة الحوار في المغرب ستركز أساساً على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وضمان وقف إطلاق النار وسحب الميليشيات من المدن والبلدات. وعن خططه في حال فشل اجتماع المغرب، قال: «سنجتمع أولاً ثم نرى ما هي الخطوات الواجب اتخاذها على ضوء هذا اللقاء ومخرجاته، إذ إن من الصعب في حالة ليبيا أن نحدد سيناريو معيناً»، مشيراً إلى أنه اجتمع قبل يومين مع الأطراف الليبية خلال زيارته طرابلس وطبرق ولمس «إدراكاً من جانبهم بأن الاجتماع المقبل ربما يكون الفرصة الأخيرة لاتخاذ قرار». وكان المجدوب قال في الاجتماع مع ليون، إن «مصر تؤمن بأنه لا بديل للحل السياسي للأزمة الحالية بين الأطراف الليبية النابذة للعنف، وهي حريصة على الوصول إلى حل الأزمة عن طريق الحوار، وارتباطاً بذلك فإنها تبذل كل الجهد لتوفير مناخ داعم للجهود الأممية في هذا الشأن»، مرحباً بموافقة البرلمان الليبي الشرعي علي العودة إلى طاولة الحوار. وأكد أن «مكافحة الإرهاب ضرورة بالتوازي مع أهمية دعم الحوار». وقالت الخارجية المصرية في بيان، إن ليون «أثنى على دور مصر الداعم له، معبراً عن تطلعه إلى نتائج جولة الحوار المقبلة، وإن الوضع المتدهور في ليبيا يستدعي توافقاً عاجلاً بين كل الأطراف الليبية، وأشار كذلك إلى تزايد التهديدات الإرهابية في ليبيا وتمدد تنظيم داعش الإرهابي وإلى إدراكه الكامل لتلك المخاطر». وعرض المبعوث الأممي خلال الاجتماع «ما قام به من جهد خلال الأسابيع الماضية لتعزيز فرص نجاح الحوار، وطمأنة البرلمان الليبي المنتخب نحو مخرجات الحوار التي تؤدي في الختام إلى تشكيل حكومة وفاق وطني من التكنوقراط، تتولي إدارة شؤون البلاد إلى حين اكتمال وضع الدستور واستكمال بناء مؤسسات الدولة الليبية».