قدّر الرئيس التنفيذي لشركة «دي اتش إل إكسبرس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» نور سليمان حجم الاستثمارات في قطاع النقل بالبريد السريع في الشرق الأوسط بنحو 35 بليون دولار. وقال سليمان في تصريحاته ل«الحياة»، إنه خلال الأعوام الماضية برزت منطقة الشرق الأوسط كمركز عالمي لوجستي مهم، وكانت السعودية صاحبة النصيب الأكبر، ويُعزى ذلك بشكل أساسي إلى النمو الذي تشهده اقتصادات دول الخليج، والناجم عن زيادة حجم الاستثمار في البنية التحتية للتخزين، بما في ذلك الاتفاقات التجارية للمناطق الحرة، وتبسيط سياسات النقل الجوي والإجراءات الجمركية. وأكد أن السعودية تأتي في المركز الأول من حيث ارتفاع حجم الاستثمار بها في مجال النقل، إضافة إلى أنها الأسرع في معدلات النمو وبنسبة 20 في المئة سنوياً في قطاع نقل البضائع، في حين أن معدلات نمو النقل اللوجستية عبر البريد السريع تقدر ب4.5 في المئة سنوياً. وقال إن أحدث الدراسات أشارت إلى أن هذه المنطقة تشهد نمواً في مجال النقل عبر البريد السريع أسرع من أميركا وأوروبا. وعن المعوقات التي تواجه هذا القطاع في السعودية خصوصاً والخليج عموماً، قال إن القطاع يواجه عدداً من التحديات الناتجة من موقع المملكة الجغرافي من جهة ومناخها من جهة ثانية، غير أن أبرز التحديات تتمثل في نقص المعاهد والمؤسسات التعليمية المتخصصة في قطاع النقل واللوجستيات. وأضاف أننا بوصفنا شركة رائدة وخبيرة في النقل اللوجستي، نعمل يداً بيد مع الهيئات المحلية الرئيسة في المملكة وفي شتى أنحاء الخليج العربي لإطلاق سلسلة من البرامج التدريبية المكثفة والحملات التوعوية التي من شأنها تذليل العقبات وكسر الحدود اللوجستية. وتابع سليمان: «يكمن التحدي الثاني في ازدحام الشاحنات والمشكلات المتعلقة بالشحن على حدود المملكة، والتي تنجم بشكل مباشر عن غياب معرفة التجار بمتطلبات الاستيراد والتصدير، فاستيراد البضائع وإدخالها إلى أي بلد في العالم ينبغي أن يرتقي إلى متطلبات وحاجات إدارة الجمارك في ذلك البلد، كما ينبغي أن تستوفي هذه البضائع للقوانين والشروط والأحكام المحلية، غير أن التجار الأصغر حجماً غالباً ما يخفقون في الالتزام بهذه القوانين بسبب جهلهم لها. وأكد أهمية اطلاع العملاء بالشكل الكافي والوافي على متطلبات الاستيراد والتصدير. ولفت إلى أن الصراع الإقليمي وحال عدم الاستقرار يعد من أهم المشكلات التي تواجه المنطقة، غير أن الفرص المتوافرة لا حصر لها في الوقت ذاته، فقد شهدت بلدان مجلس التعاون الخليجي نمواً تجارياً متسارعاً، وما من مؤشرات تدل على قرب حدوث أي تغيير في المستقبل المنظور. وعن نظرته لمستقبل هذه الصناعة، قال إن نسبة نمو اقتصادات منطقة الشرق الأوسط تعتبر الأسرع في العالم، وتشهد الآن وأكثر من أي وقت مضى ازدياداً في عمليات التبادل التجاري مع بقية مناطق العالم، ولا يبدو أن هذه الحركة التجارية ستتباطأ، وتُعد اللوجستيات من أبرز العوامل المساهمة في تحقيق ذلك، فهي أحد الوسائل التي تربط الشرق الأوسط بالسوق العالمية، ما يحقق في المحصلة ازدهار التجارة وزيادة النمو الاقتصادي. وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط تتميز بموقعها الجغرافي الطبيعي المميز، وهو ما يسهم وبشكل متزايد في تسهيل عمل القطاع اللوجستي، فالمنطقة تحتل موقعاً استراتيجياً على الطرق التجارية الواصلة بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، ما يتيح مقومات نمو هائلة للاعبين اللوجستيين، وفرصاً كثيرة للاستحواذ على نصيب أكبر من الحصة السوقية. وأكد سليمان أن المنطقة ستواصل استقطاب استثمارات هائلة للاعبين اللوجستيين في مجالات إنشاء حقول جديدة للتنمية والتطوير، وتعزيز بيئة وأساليب شبكات العمل، وابتكار المنتجات ومسارات العمل، إضافة إلى استحضار تقنيات وطائرات اقتصادية ووسائل نقل برية جديدة. وعن أحدث استثمارات الشركة في المنطقة والسعودية، قال إنه خلال العامين الماضيين فقط بلغت استثمارات الشركة في مشاريع التوسع الإقليمية 170 مليون دولار، وافتتحنا أخيراً أكبر منشأة للخدمات اللوجستية في الشرق الأوسط في إمارة دبي، وستخدم هذه المنشأة النمو المستمر لعملياتنا في السعودية والمنطقة. ولفت إلى افتتاح بوابة جديدة للشحن والفرز بكلفة ملايين الدولارات في مطار الملك فهد الدولي في الدمام، ما أسهم في مضاعفة قدراتنا وعملياتنا اللوجستية في المنطقة، وساعد ذلك في زيادة علاقات التجارة العالمية بشكل كبير للسعودية ودول الخليج العربي، مشيراً إلى أنه من المزمع افتتاح بوابة جديدة في مطار الملك خالد الدولي في الرياض خلال الربع الأول من العام الحالي بكلفة 20 مليون دولار، وستوفر خدمات استيراد وتصدير من خلال وسائل النقل الجوي والبري.