مجموعة جديدة للشاعر الفلسطيني أنور سابا الذي يقول عنه ابن موطنه الشاعر رشدي الماضي: «أنور، شاعر يجلس وراء مشربيَّة الكلام، دورياً مُحلقاً ضاجاً بقلقه وأسئلته، مسكوناً بهواجس الإنسان، يُطلُ على أسار الوجود، مسافراً إلى الأقاصي بحثاً عن المُشتركِ الإنساني». تغلب على نصوص الشاعر المولود في حيفا قبل النكبة بعام واحد، 1947، هواجس البحث عن الوطن الذي يعيش في وجدانه، فهو يبحث عن الهوية التي تشبه الفراشات التي يرسمها الطفل ببراءة على الورق ويبقى يتأملها بصمت. وفي ظلال الوطن الذي يراه، ثمة تفاصيل تتشابك مع هموم الشاعر وهواجسه إزاء المرأة والمكان والإنسان، ويضيف الماضي في مقدمته: «ينسج سابا هُويتهُ الشعرية خارج المألوف الإبداعي كي يواصل استقبال الصباح من خلف نافذةٍ تغزل لعصافير الكلام ريشاً وأجنحةً، لتُحلقَ فوق سطح غيمة تشُدّ وتراً وتصنع ناياً وتحوكُ أغنية. يبحث عن موقف في الحياة وموقف في الأدب يجِدُ نفسَهُ فيه غير مُنقاد، لأن إيمانه راسخٌ إلى حدِّ التعصّب لِما يراهُ حقاً وواجباً، كي يُبقي قصيدتَهُ وفيّة لتفاصيل الواقع حتى حين يُغرقُها عبثُ الوجود...». تشتمل المجموعة الصادرة عن منشورات «الآن»، على عدد من القصائد، منها: «الوطن»، «إنسانٌ جَديد»، «عندي حلُم»، «نار على الورق»، «إبحار في أنهار الزمن»، «هذهِ هويتي وهذا وطني»، «وطن بلا حدود»، «الشاعر»، «المرأةُ والمرآة»، و «فراشاتٌ على الورق» التي حملت المجموعة اسمها. ومن جو المجموعة: «تعبَقُ الجدرانُ برائحةِ أصحابِها حتى وإن غابوا. تسمَعُ حجارَتُها هسهساتِ أصواتِهِم أغاني أطفالِهِمْ، وقْعَ أقدامِهِمْ المُترَبة يقفِزونَ، يلعبونَ في رحابِ بَيتِهِمْ الكريمْ. تشمُّ القناطِرُ شَذى عرقِ تَعبِهِم ونكهَةَ الخبزِ المُقمرِ مِن تَنّورٍ تتراقصُ نارُهُ على أصواتِ أطفالٍ تستعجلُ الرغيفَ الملتوثَ بالزيتِ والسُّكَّرْ. يُغنُّونَ فتختالُ القَناطِرُ فَرَحاً يُزقزِقُ الدوريُّ المعشِّشُ بينَ أوراقِ الشجرِ ينقُرُ حبّاتِ التوتِ الناضِج ِ يرفُّ بجَنَاحَيهِ راضِياً مُطمَئنّاً». شارك الشاعر في مهرجانات عدة، عضو في إدارة مؤسسة محمود درويش للإبداع. صدر له ديوان شعر في عنوان «عزف على خاصرة الكلمة».