قال دبلوماسيون بمجلس الأمن إن روسيا عرقلت، أمس (السبت)، إصدار بيان من مجلس الأمن كان من شأنه انتقاد زعيم أوكراني متمرد مؤيد لروسيا، وإدانة تصعيد شهدته أعمال العنف في الأونة الأخيرة، وأودى بحياة العشرات في شرق أوكرانيا. وجاء أحدث إخفاق لمجلس الأمن في التدخل في الحرب في الوقت الذي شنّ فيه متمردون مؤيدون لروسيا هجوماً على ميناء ماريوبول الاستراتيجي، شرق أوكرانيا، مما دفع إلى تحذيرات من الاتحاد الأوروبي، ومن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وتصاعدت حدة القتال في شرق أوكرانيا في الأيام الأخيرة، وألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باللوم على كييف. واستبعد الانفصاليون إجراء المزيد من محادثات السلام. وألقت القوى الغربية وكييف باللوم على روسيا والمتمردين في تجدد القتال. وأصدر المكتب الصحفي لبان كي مون بياناً قال إنه «يدين بقوة الهجوم الصاروخي الذي وقع اليوم على مدينة ماريوبول، والذي قالت تقارير إنه أدى إلى قتل عشرات المدنيين وإصابة أكثر من 100 شخص». وقال أيضاً إن بان كي مون «يدين الانسحاب من جانب واحد من وقف إطلاق النار الذي قامت به أمس قيادة المتمردين، ولاسيما بياناتهم الاستفزازية عن المطالبة بالسيادة على مزيد من الأراضي». وقال إن تصرفات الانفصاليين تمثل خرقاً لاتفاقية سلام تم التفاوض عليها في مينسك في روسيا البيضاء في أيلول (سبتمبر) الماضي. وقال دبلوماسيون إن بريطانيا اقترحت إصدار مجلس الأمن بياناً كان سيكرّر الإدانة التي أعلنها بان كي مون، وسيدعو لإجراء تحقيق في الهجمات على ماريوبول، ولكن روسيا رفضته. ولابد من الموافقة بالاجماع على بيانات مجلس الأمن، وهو ما يعني قدرة كل أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر على عرقلة هذه البيانات. ولم تردّ بعثة روسيا لدى الأممالمتحدة بشكل فوري على طلب للتعليق. وحدّدت نسخة معدلة من مسودة البيان اسم الكسندر زاخارتشينكو، قائد جمهورية دونيتسك الشعبية التي أعلنها المتمردون من جانب واحد، شرق أوكرانيا، والذي أوضح أول من أمس (الجمعة) إن الإنفصاليين لا يريدون التوصل لحلّ وسط مع تقدمهم الآن. وقال زاخارتشينكو، أمس (السبت)، إن هجوم ماريوبول «أفضل تذكار ممكن لكل قتلانا»، ووعد بمزيد من الانتصارات العسكرية. وفي إشارة إلى زاخارتشينكو، أدانت مسودة البيان «بأقوى عبارات ممكنة مثل هذه التصريحات التي لا تتسم بالمسؤولية».