شهد ميناء ماريوبول الاستراتيجي بشرق أوكرانيا ومدينة دونيتسك أكبر مدن الشرق قصفا خلال الليل يهدد اتفاقا لوقف النار أبرم قبل 3 ايام بين الحكومة الأوكرانية والانفصاليين المؤيدين لروسيا. واتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بين ممثلين من أوكرانيا وقيادة الانفصاليين وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا يوم الجمعة في مينسك عاصمة روسيا البيضاء، هو جزء من خطة سلام تهدف إلى إنهاء صراع مستمر منذ خمسة أشهر أدى لمقتل قرابة ثلاثة آلاف شخص. ووقع القصف الجديد بعد ساعات من اتفاق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو خلال مكالمة هاتفية على أن الهدنة صامدة، فيما ناقشا سبل إيصال المساعدات الإنسانية. وتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار. وسمع شاهد من رويترز قصفا مطولا في منطقة شمالي دونيتسك، وشاهد سحبا من الدخان الأسود في أجواء المنطقة صباح امس. وجاء القصف من منطقة قرب المطار الذي تسيطر عليه القوات الحكومية الأوكراانية، فيما يسيطر الانفصاليون المؤيدون لروسيا على المدينة. وأبلغ الانفصاليون رويترز أن المطار نفسه خال الآن وأن القتال يتمركز عند مجمع عسكري قريب. وقال احد الانفصاليين ساخرا: "استمع إلى صوت الهدنة.. هذه معركة حقيقية تدور هناك". وخلال الليل شهد ميناء ماريوبول الذي يطل على بحر أزوف إلى الجنوب من دونيتسك انتهاكا خطيرا لوقف إطلاق النار عندما تعرضت قوات الحكومة لقصف مدفعي. وفي الأيام التي سبقت وقف إطلاق النار كانت قوات الحكومة تحاول صد هجوم كبير للانفصاليين على ماريوبول، وهو ميناء حيوي لصادرات الصلب الأوكرانية. وتقول كييف: إن الانفصاليين يتلقون الدعم من الجنود الروس، وهو اتهام تنفيه موسكو. وقتلت امرأة بقصف ليلا في ماريوبول لتكون اول ضحية منذ اعلان وقف اطلاق النار، بحسب ما اعلنت الاحد بلدية هذه المدينة الساحلية. وقالت البلدية في بيان: "قتلت امرأة واصيب ثلاثة من سكان ماريوبول"، لافتة الى ان الانفصاليين الموالين لروسيا قصفوا نقطة تفتيش عند المخرج الشرقي للمدينة ودمروا محطة لبيع المحروقات. وقال سلافيك وهو جندي أوكراني يحمل مدفعا رشاشا: "هؤلاء الإرهابيون الروس يحاولون إخافتنا. ينبغي أن يحترموا وقف إطلاق النار. إنهم يكذبون طيلة الوقت. هم أشخاص بلا شرف".