أعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي، أن وقف النار الذي وقعته كييف مع الانفصاليين الموالين لموسكو في مينسك أول من أمس «محترم في الإجمال»، كما ناقشا الإجراءات التي يجب اتخاذها لجعل وقف النار دائماً، و «أهمها الحاجة إلى مشاركة قصوى من منظمة الأمن والتعاون الأوروبية التي تنشر أفراداً شرق أوكرانيا في مراقبة الوضع، والتعاون في تقديم مساعدات إنسانية ودولية». (للمزيد) وكانت قافلة مساعدات إنسانية روسية عبرت حدود أوكرانيا في نهاية آب (أغسطس) الماضي، بلا موافقة كييف وتدقيق الصليب الأحمر بمحتوياتها، ما دفع كييف إلى التنديد ب «اجتياح مباشر لعسكريين روس غيّر معادلة تقدم جيشها في الشرق، وأدى إلى خسارته بلدات كثيرة». لكن صمود الهدنة لم يمنع رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية البطريرك فيلاريت، من مطالبة بوتين ب «التوبة، وإلا سيُصاب بلعنة أبدية»، في حين واصل الغربيون تشكيكهم في دور موسكو بتأجيج أزمة أوكرانيا. واتفق سفراء الدول ال28 في الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات جديدة على روسيا بدءاً من غد إذا لم تسحب جنودها من أوكرانيا والتزمت وقف النار، ما دفع موسكو الى التلويح برد. وبعد ليلة هادئة في مدن الشرق الرئيسية، صرح الناطق باسم الجيش الأوكراني أندريه ليسينكو، بأن وقف النار «صامد إلى حد كبير، خصوصاً في دونيتسك، ولكن الإرهابيين ارتكبوا بعض الاستفزازات، إذ قصفوا مواقعنا 10 مرات». أما فلاديمير ماكوفيتش، عضو برلمان «جمهورية دونيتسك الشعبية» الانفصالية، فندد بإطلاق الجيش الأوكراني صواريخ على محيط دونيتسك، واستهدافه قافلة أسلحة ثقيلة قدِمت من بلدة زابورييا المجاورة لدونيتسك. وقال: «إنه استفزاز واختبار لأعصابنا. سنحاول احترام وقف النار لكننا سنرد إذا استمرت الاستفزازات». كذلك تحدث «رئيس وزراء جمهورية دونيتسك» ألكسندر زاخارتشينكو عن إطلاق نار قرب من بلدة أمرفروسييفكا التي تبعد 80 كيلومتراً من جنوب شرقي دونيتسك. وكان القتال احتدم في الأيام الأخيرة على مشارف دونيتسك، خصوصاً قرب المطار الذي تسيطر عليه القوات الحكومية، وكذلك شرق ميناء مدينة ماريوبول حيث تتصدى هذه القوات لهجوم كبير من المتمردين. وفيما تعزز الهدنة الآمال بإنهاء القتال المستمر منذ 5 أشهر في شرق أوكرانيا، اعلن رئيس برلمان «جمهورية دونيتسك» بوريس ليتفينوف، أن «الأهم الآن هو الاعتراف بجمهوريتنا المستقلة، ثم نستطيع المساومة مع أوكرانيا، بل أن نحبها أيضاً على أساس الند للند»، معتبراً أن «شرطين وضعتهما كييف مقبولان بالنسبة إلينا: وقف النار وتبادل الأسرى».