كشف تقرير متخصص أطلق أمس خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل في أبوظبي، أن قطاع التقنيات النظيفة شهد نمواً مفاجئاً في مستوى الثقة بتقنيات المياه في عام 2014 في دول مجلس التعاون الخليجي، حتى إنها باتت الآن تتصدر إمكانات السوق في المنطقة على مدى السنوات الخمس المقبلة. وأوضح التقرير الرابع حول التقنيات النظيفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي أطلقته إرنست ويونغ EY، أن آفاق الاستثمار في البنية التحتية للمياه في عام 2014 تحسنت بشكل ملحوظ خلال السنوات السابقة، مبيناً أن المباني الخضراء وكفاءة الطاقة جاءت في المرتبة الثالثة بعد المياه والطاقة الشمسية على التوالي في نتائج الاستطلاع الخاص بالدراسة. وفي هذا الصدد، قال الشريك المسؤول عن قطاع الطاقة والمرافق في EY لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كريستيان فون تيرشكي: «طرأ تحول كبير على توقعات المسؤولين في القطاع خلال عام 2014 في ما يتعلق بنمو التقنيات النظيفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدى السنوات الخمس المقبلة. ويسهم الابتكار في مجال تكنولوجيا المياه في تعزيز كفاءة الطاقة في المنطقة، لاسيما في ظلّ المناخ الحارّ والجاف في الغالب. ومن المثير للاهتمام أن ذكر المياه كان منخفضاً كواحد من جوانب النمو على مدى السنوات الثلاث الماضية، لكنه بات الآن يتصدر إمكانات السوق على مدى السنوات الخمس المقبلة. وبحسب الدراسة التي تقيس أيضاً مستوى ثقة كبار المسؤولين في القطاع بتطبيق تقنيات الطاقة المتجددة في المنطقة، جاءت الطاقة الشمسية في المرتبة الثانية من حيث آفاق السوق على مدى السنوات الخمس المقبلة، على رغم حصولها على المرتبة الأولى خلال السنوات الثلاث الماضية. وازدادت الثقة بالطاقة الشمسية عقب الإعلان عن مشاريع وسياسات جديدة في المنطقة، وذلك نظراً لما تتمتع به من أسعار ومعدلات فائدة منخفضة، فضلاً عن وفرة الموارد الشمسية. ومن المحتمل بحسب النتائج، أن ترتفع أهمية هذه التقنيات النظيفة خلال السنوات المقبلة نظراً لتوفيرها أعلى عائد على الاستثمار، وأسرع إيرادات، والاستهلاك المرتفع للطاقة في العديد من دول المنطقة. من جهته، قال مدير قسم خدمات الطاقة والمرافق في EY الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نمر أبو علي: «تلقى التكنولوجيا النظيفة قبولاً واسعاً في المنطقة. وتسهم التطورات التكنولوجية في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمياه في تعزيز أهمية التكنولوجيا النظيفة بين القيادات الإقليمية، والجهات التنظيمية، والهيئات الحكومية. كما أن انخفاض تكاليف محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلى جانب تطوير تكنولوجيا توليد الطاقة على الأسطح، يوفران المزيد من الخيارات أمام الدول لتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري. وسنرى تطورات مستقبلية في المنطقة تعتمد تقنيات مثل السيارات الكهربائية، والعدادات الذكية، إضافة إلى مجموعة من التقنيات النظيفة الأخرى». وتتجسد هذه التصنيفات بشكل كبير في دول مجلس التعاون الخليجي. وعلى سبيل المثال، تفوقت تقنيات المياه على الطاقة الشمسية باعتبارها التكنولوجيا النظيفة الأسرع نمواً. وجاءت كفاءة الطاقة والمباني الخضراء في المرتبة الثالثة أيضاً في دول الخليج. وفي ظلّ الظروف المناخية والاستهلاك المرتفع للطاقة، ستبقى كفاءة الطاقة والمباني الخضراء على رأس أولويات دول الخليج.