لأن عقابهم قاسٍ ولأن غضبهم مخيف، لم يدع لاعبو ليفربول فرصة لضيفهم أرسنال، الذي أتى إليهم وهو في قمة الدوري الإنكليزي الممتاز، لاستعادة الأنفاس والاستفاقة من مهرجان الأهداف الذي بدأ منذ الدقيقة الأولى، ولم يكد يتوقف حتى جاءت صافرة الحكم، كان ذلك في افتتاح قمة الجولة ال25 من «البريمييرليغ» التي استضافها استاد «إنفيلد رود». خمسة أهداف، أربعة منها كانت في أول 20 دقيقة من عمر المباراة، كانت أقسى بداية يمكن أن يتصورها المدرب الفرنسي آرسن فينغر الذي وقف متفرجاً حتى الهدف الخامس لليفربول. وضرب ليفربول بانتصاره أمس (السبت) عصفورين بحجر واحد، إذ حقق نقاط الفوز أمام أحد أبرز المنافسين على اللقب من جهة، وانضم إلى فرق الصدارة من جهة أخرى، إذ عزز مركزه الرابع وأصبح على بعد خمس نقاط من أرسنال المتصدر موقتاً بانتظار مباراتي الوصيفين مانشستر سيتي وتشلسي اللذين يلعبان لاحقاً، الأول في ضيافة نوريتش سيتي، فيما يستضيف الثاني نيوكاسل. وهذه هي الهزيمة القاسية الثانية لأرسنال أمام أحد أندية الطليعة، بعد الهزيمة الأولى أمام مانشستر سيتي (3-6) في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، علماً بأنه سقط أيضاً أمام مانشستر يونايتد حامل اللقب (صفر-1)، وكلها خارج ملعبه، فمني بهزيمته الأولى خلال 10 مباريات في كل المسابقات. وحقق الفريق الأحمر بداية حالمة أمام 44701 متفرجاً، فمن ركلة حرة لقائده ستيفن جيرارد، وصلت الكرة إلى قلب الدفاع السلوفاكي مارتن سكرتل المتربص تابعها في شباك الحارس البولندي فويسيتش شتشيسني (1). وفي وقت محاولة المدفعجية استعادة أنفاسهم، باغتهم سكرتل بهدف ثان من كرة رأسية رائعة إثر ركنية عجز الحارس ودفاعه عن إبعادها (10). وفي ظل تقديم مدافعي ولاعبي وسط المدرب الفرنسي آرسين فينغر الكرات على أطباق من فضة إلى لاعبي ليفربول، انطلق الهداف الأوروغوياني لويس سواريز من منتصف الملعب وعكس كرة أرضية وصلت إلى الشاب رحيم سترلينغ الذي سجل الهدف الثالث (17). ولم تصدق جماهير ليفربول أن هدفاً رابعاً سيدخل في غضون 20 دقيقة، لكن البرازيلي كوتينيو قدم كرة ذهبية إلى المهاجم الدولي دانيال ستاريدج الذي انسل بين الدفاع وزرعها أرضية في مرمى أرسنال (20)، فبدأ جمهور أرسنال القليل بمغادرة الملعب في وقت باكر. واستهل ليفربول الشوط الثاني بنشاط، وأضاف خامس أهدافه بعد تمريرة من المدافع العاجي كولو توريه إلى سترلينغ لاعب منتخب إنكلترا أقل من 21 عاماً، فسجل ثنائية نادرة في مرمى المتصدر بعد كرة صدها الحارس في المحاولة الأولى فأعادها سترلينغ هذه المرة بالقدم اليسرى إلى الشباك الخالية (53). وفي الدقيقة ال61، أجرى فينغر تبديلاً ثلاثياً، فخرج المهاجم الفرنسي أوليفييه جيرو والإسباني ناتشو مونريال والألماني مسعود أوزيل، ليدخل كل من الألماني لوكاس بودولسكي وكيران غيبس والتشيخي توماس روزيتسكي. وتحسن أداء أرسنال، وحصل على ركلة جزاء إثر عرقلة من جيرارد للمهاجم الشاب أليكس-أوكسلايد تشامبرلاين ترجمها الإسباني ميكل أرتيتا إلى نجاح في شباك الحارس البلجيكي سيمون مينيوليه (69).