قتل وجرح عشرات بغارات شنها الطيران السوري على جنوب البلاد أمس، وسط استعادة القوات النظامية أحد أحياء بلدة رئيسية في ريف درعا، في وقت دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الحكومة والموالين من جهة وفصائل المعارضة من جهة أخرى في ريف حلب شمالاً. كما اقتحمت «جبهة النصرة» بلدة شيعية في شمال غربي البلاد. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه «استشهد 13 مواطناً على الأقل، بينهم ما لا يقل عن طفلة و5 مواطنات في بلدة جاسم، وسقط عشرات الجرحى، ووردت أنباء عن المزيد من الشهداء، نتيجة قصف الطيران الحربي مناطق في البلدة». لكن نشطاء نشروا أسماء 20 قتيلاً في جاسم، فيما أفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بأن «الطيران الحربي شنّ غارتين جويتين على مدينة جاسم، ما أدى إلى استشهاد 30 شخصاً على الأقل بينهم نساء وأطفال وأكثر من 100 جريح». وارتفع إلى 4 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي على مناطق في مدينة نوى منذ صباح اليوم (أمس)»، ما أدى إلى «استشهاد طفل نتيجة قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة طفس، في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في درعا البلد بمدينة درعا، ومناطق أخرى في مدينة أنخل وبلدة طفس. كما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في الجهة الجنوبية من بلدة عتمان، بينما تعرضت مناطق في بلدة الحراك، لقصف من جانب قوات النظام، في حين اعتقلت قوات النظام المتمركزة في حي الكاشف بمدينة درعا، عدداً من الشبان واقتادتهم إلى جهة مجهولة». وكانت القوات النظامية شنت أول من أمس 60 غارة على مناطق في درعا في سعي منها لوقف تقدم مقاتلي المعارضة السورية في درعا والقنيطرة بين دمشق والأردن. وقال «المرصد» أمس إن الطيران المروحي «ألقى عدداً من البراميل المتفجرة مناطق في قرية ممتنة بريف القنيطرة. كما تعرضت مناطق في بلدة مسحرة لقصف». وأشار إلى أن الاشتباكات استمرت أمس بين قوات النظام وعناصر من «حزب الله» اللبناني من طرف، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية و «جبهة النصرة» من طرف آخر، في بلدة الشيخ مسكين، وسط قصف من جانب قوات النظام على أماكن في البلدة من دون معلومات إلى الآن عن خسائر بشرية. وأوضحت شبكة «الدرر الشامية» أن القوات النظامية «سيطرت أمس على الحي الشرقي في مدينة الشيخ مسكين بعد مُواجَهات عنيفة وانسحاب كتائب الثوار إلى الخطوط الخلفية»، لافتاً إلى أن «قوات الأسد وصلت إلى أوتوستراد درعا - دمشق القديم، فيما تحصّنت كتائب الثوار في الجهة المقابلة للتصدي لهجمات القوات المعتدية». وأكدت تعرض الشيخ مسكين لغارات مع استهداف شرق طريق أبطع - الشيخ مسكين بغارة. وأشارت «الدرر الشامية» المعارضة إلى أن الشيخ مسكين «شهدت معارك ضارية الأيام الماضية إثر محاولة قوات الأسد، مُدعَّمة بعناصر «حزب الله» اللبنانيّ استعادة السيطرة على المدينة». وكانت «هيئة الإعلام السورية» أفادت بأن «فصائل الجبهة الجنوبية عززت وجودها في مدينة الشيخ مسكين بعد تصديها لقوات من النظام حاولت التوغل في المدينة، في وقت شهدت الجبهة الغربية لبلدة عتمان اندلاع اشتباكات قتل خلالها عدد من عناصر النظام». وقال نشطاء إن مقاتلي «لواء تحرير بصرى الشام اقتحموا إحدى نقاط تمركز قوات الأسد في حي المغارة بمدينة بصرى الشام، وتمكنوا من قتل جميع العناصر الموجودين فيه بعد اشتباكات عنيفة، كما قاموا بزرع العبوات الناسفة في المنطقة وتفجيرها عند قدوم مؤازرات تابعة لقوات الأسد، ما أسفر عن سقوط المزيد من القتلى في صفوفهم». اشتباكات قرب دمشق نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في أطراف الغوطة الشرقية للعاصمة بالتزامن مع «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي جبهة النصرة من طرف آخر، في محيط بلدة البلالية بمنطقة المرج في الغوطة الشرقية، ووردت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. كما دارت مواجهات على أطراف مدينة داريا بالغوطة الغربية، ترافق مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في المدينة». كما دارت مواجهات في أطراف حي جوبر من جهة المتحلق الجنوبي، وسط قصف من جانب قوات النظام على المنطقة، فيما «اغتال مسلحون مجهولون شاباً خلال خروجه من محله في منطقة العروبة في مخيم اليرموك جنوب العاصمة». في الوسط، تجددت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من طرف آخر في محيط حقل شاعر للغاز بريف حمص الشرقي الذي تبادل النظام و «داعش» السيطرة عليه مرات عدة في الأشهر الأخيرة، ما أسفر عن مقتل مئات الجنود النظاميين والموالين. في شمال غربي البلاد، «دارت اشتباكات بين الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من جهة، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جهة أخرى، على أطراف بلدة الفوعة والتي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية في ريف إدلب، في حين قصفت قوات النظام مناطق في أطراف بلدة معرة مصرين بريف إدلب، من دون ورود معلومات عن إصابات». وكانت «النصرة» سيطرت على 15 قرية وبلدة في ريف إدلب بعد سيطرتها على جبل الزاوية إثر طرد «جبهة ثوار سورية» المحسوبة على المعتدلين. شمالاً، قال «المرصد» أمس: «استشهدت سيدة وثلاثة من أطفالها نتيجة سقوط قذيفة صاروخية على منزلهم في حي الأشرفية أطلقها مقاتلو لواء شهداء بدر ليل (أول) من أمس»، موضحاً أن «اشتباكات دارت بعد منتصف ليل السبت - الأحد بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف آخر في محيط الليرمون ترافق مع قصف لقوات النظام على أطراف حي الأشرفية». وأشار «المرصد» إلى أن القذائف اليدوية الصنع التي يطلقها مسلحو المعارضة تسبّب أضراراً أكبر من قذائف الهاون التي يطلقونها عادة على الأحياء الموالية للنظام رداً على قصفهم من جانبه ببراميل المتفجرات. كما أشار «المرصد» إلى سقوط قذائف على مناطق في حيي مساكن وشارع تشرين الخاضعين لسيطرة قوات النظام، في وقت دارت «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بكتائب البعث من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة في حلب القديمة، ترافق مع قصف من جانب قوات النظام بقذائف الهاون على مناطق الاشتباكات، ووردت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وقصفت الكتائب الإسلامية بقذائف مراكز لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في منطقة البريج في المدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب، في حين تعرضت مناطق في بلدة بيانون لقصف من جانب قوات النظام». وتابع أن «الاشتباكات استمرت في محيط بلدة الزهراء التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية، بين قوات الدفاع الوطني ومسلحين من البلدة من طرف، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة بالتزامن مع اشتباكات في منطقة حندرات بشمال حلب، بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني وعناصر من حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية من جهة، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين وجبهة النصرة من جهة أخرى، بالتزامن مع فتح الأخيرة نيران رشاشاتها الثقيلة على تمركزات لقوات النظام في المنطقة». وكان مقاتلو المعارضة حققوا تقدماً قرب حندرات يعرقل خطة النظام لفرض طوق حول مدينة حلب، بالتزامن مع مساعي المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا ل «تجميد» الصراع بدءاً من حلب. في شمال شرقي البلاد، قال «المرصد» إن «رجلاً من مدينة دير الزور استشهد تحت التعذيب في سجون قوات النظام، في حين قصفت قوات النظام مناطق في محيط مطار دير الزور العسكري. كما ارتفع إلى ما لا يقل عن 7، بينهم طفلان ومواطنتان على الأقل، عدد الشهداء الذين قضوا في قصف للطيران الحربي على مناطق في بلدة حطلة، ووردت أنباء عن المزيد من الشهداء والمفقودين».