توشك مريم حسان على إتمام عامها السادس في مرافقة لوالدتها المصابة بسرطان الرئة بعد تدرجات في أمراض كالضغط والدرن أدت إلى تدهور صحتها، وأصبح من الصعب خروجها من المستشفى، إذ لم تستطع إكمال تعليمها الجامعي بسبب مرافقتها في المستشفى بشكل مستمر، إذ كانت ترفض التبديل مع شقيقاتها المنشغلات بحياتهن وأولادهن، ولقرب والدتها منها أكثر من أخواتها. «مريم» وخلال وجودها في المستشفى اكتسبت مهارات كثيرة من الممرضات القائمات على والدتها من عمل تحليل السكر وتسجيل الأرقام التي تحصل عليها وإيقاف جهاز المغذي وفصله وإعادة تشغيله، وإعطائها جرعات الدواء المستحقة في الوقت المجدول وتنظيف بعض الجراح لها وقراءة التقارير التي يسجلها الطبيب للمريضة. تذكر مريم كيف كانت تضيق بها هذه الغرفة ضرعاً في عدم وجود سرير مناسب أو طعام لشخص غير مريض. وتقول: «مع مرور الوقت بدأت أنسجم مع المكان، وكان كل همي تماثل والدتي للشفاء، على رغم أني كنت أنام على الأرض من دون فراش من شدة التعب، يدخل مرضى ويغادر آخرون كنت أحزن وأفرح في الوقت ذاته كثيراً عندما يغادرني من يبقى لفترة طويلة، إذ كنت أحزن لفراقه حيث كنا نآزر بعضنا، لكني كنت أفرح أنه تماثل للشفاء وخرج معافى بعد العلاج». ولما يتحمله المرافق من متاعب وصعوبات قد تؤدي إلى أضرار بصحته ونفسيته يقر أستاذ نظم الحكم والقضاء والمرافعات الشرعية الدكتور حسن سفر بجزيل أجر مرافق المريض وعظيم ثوابه، ومن نفّس كربة من كرب المسلمين في الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. وأضاف: «يتضاعف الأجر إذا كان المرافق والداً أو والدة للمرافق، فلا بد من مؤانسة المريض، لأنه يكون في وحشة قد تصيبه بالحزن والوساوس وتدهور في حالته الصحية، فإن الشريعة الإسلامية تحث على المؤانسة والأخوة».