شهد مستشفى القوات المسلحة بالجنوب تسجيل حالة إنسانية ومبادرة جسدت أسمى المعاني النبيلة , تمثلت في تبرع مواطن في العقد الرابع من العمر ( فضل عدم ذكر اسمه أو نشر صورته) بكليته لوجه الله , بعد أن حضر إلى المستشفى لتقديم تبرعه بإحدى كليتيه إلى أحد المواطنين إلا أنه وبعد الخضوع للفحوصات الطبية لم تتطابق الأنسجة مع المستفيد الأول , والذي بدوره وافق على الفور لتقديمها إلى أي مستفيد آخر محتاج لها , حيث تمت وبنجاح عملية زراعتها لمريض يبلغ من العمر ( 16 ) عاماً من المرضى المنتظرين على قائمة الانتظار. وبعد أقل من أسبوعين من الزراعة للمريض الأول تمت الزراعة لشقيقه الأصغر ( 14 ) عاما من متبرع متوفى في الرياض بعد تطابق الأنسجة مع المستفيد من الزراعة والذي كان يعاني من نفس المشكلة التي لدى شقيقة الأكبر ويخضع للغسيل الكلوي من شهر ونصف . هذا وقد قام مدير المستشفى العميد الركن عبد الله بن فالح الودعاني بتكريم المواطن المتبرع حيث قدم له هدية رمزية وشهادة شكر وتقدير , نظير ما قام به من عمل إنساني نبيل , وبين له بأن ما قام به من عمل لا يمكن أن يجزى عليه إلا من الله سبحانه وتعالى , داعياً بأن يمن الله على الاثنين بالصحة والعافية . من جهته ثمن والد الشابين المستفيدين من التبرع الموقف الإنساني النبيل للمواطن الذي لايزال على قيد الحياة تجاه ابنه الأكبر وللمتوفى الذي وهب كليته للابن الأصغر وقال مهما قدمنا لهم من الشكر والثناء على ما قاموا به تجاهنا فلن نوفيهم حقهم ولكن ما عند الله لن يضيع أبدا , لأنهم بحثوا عن الأجر والمثوبة من الله قبلنا وهذه من الأعمال الصالحة والصدقة الجارية إن شاء الله فلهم منا جزيل الشكر والدعوات الصالحة بأن يفرج الله عنهم ويعوضهم خيراً كما فرجوا على أبنائي معاناتهم وكربتهم . وغادر المتبرع المستشفى في حالة صحية جيدة وتماثل الابن الأكبر للشفاء وغادر المستشفى وحالته مستقرة , والابن الأصغر لايزال منوم وحالته تحت المتابعة .