منذ أصدر أغنيته «شهيد الحب» مطلع العام الماضي، غاب «سوبر ستار فلسطين» عمار حسن عن الساحة الفنية. وبرّر ذلك في لقاء مع «الحياة» من منزله في رام الله، بالقول: «في بعض الأحيان على الفنان أن يهدأ ويبتعد قليلاً عن الساحة وعن الإعلام، خصوصاً إذا سادت أجواء الازدحام والابتذال، حتى يتمكن من تحضير عمل جيد يليق به وبمستقبله الذي يرسمه رويداً رويداً». بعد أغنية «شهيد الحب» التي حاول فيها دمج الأغنية العاطفة بالأغنية الوطنية والتراثية، وبعدما حقق نجاحاً على مستوى العالم العربي لم يكن يتوقّعه، قرر حسن الخروج «بأغنية توازيها إن لم تكن تتفوّق عليها»، مع العلم أنه بذل جهداً كبيراً لإنتاج هذه الأغنية التي لاقت صدى جيداً، وعرضت على كثير من الفضائيات العربية. وقال: «أغنية «شهيد الحب» تناولت حب الوطن وحب المرأة التي هي رمز الاحتواء. أما الآن، فأعمل على تسجيل أغنية «دوس ع البنزيني» التي تسترجع الأغنية التراثية الفلسطينية، وأستخدم فيها لهجات أجدادنا وأدمجها باللهجة المحكية حالياً». وتقول الأغنية التي كتب كلماتها ولحّنها ياسر جلال: «دوس ع البنزيني وشوف عيوني شو حزيني... أنا مشرق أنا مغرب أنا خيا فلسطيني... دوس ع البنزيني وع حيفا ويافا ودّيني... وبتراب العزّ غطيني... دوس ع البنزيني». وتحمل وصية الأجداد والآباء لأولادهم وأحفادهم في الحفاظ على تراب الوطن، وستكون قريباً في الأسواق. وحول الأغنية الفلسطينية التي تعاني قلة الانتشار ومشكلات في الإنتاج والدعم، تمنى حسن أن يسمع الأغنية الفلسطينية بأصوات فنانين عرب، تماماً مثلما يغني الفنان الفلسطيني الأغاني المصرية والسورية وغيرها. الفنان والسياسة ولفت إلى أن الفنانين في فلسطين يحتاجون إلى دعم شعبي ومؤسساتي. وأضاف: «قبل عقدين أو ثلاثة كان الفنان والشاعر هو الذي يكتب للسياسي خطاباته وكلماته، فمثلاً الشاعر الكبير محمود درويش هو الذي كتب وثيقة الاسقلال وهو من صاغ عبارة عرفات الشهيرة «لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي». لكن، للأسف بات عدد من المسؤولين الذي لا يمتون إلى الثقافة بصلة هم من ينصّبون أنفسهم قائمين على الفنان». واعترف حسن ل «الحياة» بأن بعض الناس يصفونه بالجدي «زيادة عن اللزوم (...) ربما لأنني لا أُجامل أحداً، هذا مبدأي فأنا لا أغني لشخص ما، ومنذ بداية ظهوري لم أتسلق على ظهر أحد». وأردف: «لكن، عندما شاركت في برنامج الهواة «سوبر ستار» كأول فلسطيني يظهر على شاشة في برنامج من هذا النوع، كانت المكالمات الهاتفية التي أتلقاها من الرئيس الشهيد ياسر عرفات والذي كان محاصراً حينها، أكثر ما يسعدني. كنت أرى في مكالماته كل دعم العالم، كما أنني أكن كل تقدير ووفاء لأبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان الذين دعموني بقوة وقتها». وحول اتهامه بالغرور وعدم الاختلاط بالناس، ردّ مستشهداً بالمثل الشعبي «قال له هل تعرفه قال نعم، قال له هل جرّبته قال لا، قال إذًا أنت لا تعرفه... أنا لا أحب النفاق والكذب ومعروف بذلك، كما أنني أحاول ألا أكون مبتذلاً، ولا أستطيع توزيع الابتسامات في المطاعم والمقاهي، فأنا ضد اقتراب الفنان من جمهوره زيادة عن اللزوم». أغنية جماعية وبعد تجربته الناجحة في «ديو» وحيد جمعه بالفنان الفلسطيني مهند خلف، في أغنية «بحبك يا فلسطين»، كشف عمار حسن أنه سيشارك في عمل فلسطيني كبير يجمع عدداً من الفنانين، منهم هيثم الشوملي وليان بزلميط ومراد السويطي ومراد خلف. ويروّج العمل الذي تتولى إنتاجه شركة «جوال» للهواتف الخليوية الفلسطينية، لثقافة الأمل في فلسطين. وعن أغنية «أن أعيش بكرامة» التي سجّلت بطلب من منظمة أونروا للاجئين وتحاكي واقع اللاجئ الفلسطيني في مخيمات الشتات، أسف حسن لأنها لم تأخذ حقها في الانتشار، وعلّل ذلك بتأخر صدورها لأسباب تقنية، إضافة إلى «طرحها في الأسواق فيما كان الجمهور الفلسطيني والعربي مشغولاً ببرنامج «آراب آيدول»، وكانت موجة الفنان محمد عساف هي السائدة». وحول نجومية عساف الطاغية هذه الأيام، تمنى حسن له الاستمرار، معتبراً أن الأموال الطائلة التي أُنفقت عليه لبناء مشروع فنان هي جيدة إذا أصابت الهدف، وتمنى ألا «تكون صرفت لبناء فنان أعراس». ووصف عمار حسن علاقته بمنتجه أحمد العريان بالفاترة، وشرح أنه يحتفظ بألبوم له جاهز لنشره، لكنه معلّق منذ سنتين تقريباً. وقال: «منذ بدأت مشواري الفني أنا أنتج أعمالي بنفسي، فأغنية «شهيد الحب» دفعت لتصويرها فيديو كليب حوالى 100 ألف دولار». وتابع: «مشكلتنا كفنانين فلسطينيين أن لا شركات إنتاج في فلسطين، ومشكلتي ربما أنني لا أستطيع أن أقدم أغنيات راقصة أو كما يسمونها أغنيات سوق أو أغنيات أعراس... ما يهمني أن أقدم أغنيات للتاريخ تعيش طويلاً، كأغنية «للقدس نمضي» التي باتت شعاراً في كثير من السفارات الفلسطينية حول العالم».