رفض وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ دعوة نواب من حزب المحافظين الحاكم إلى تسليح المعارضة السورية، وشدّد على ضرورة أن ينصبّ التركيز حالياً على محادثات مؤتمر "جنيف 2" هذا الشهر. وقال هيغ للمحطة الإذاعية الرابعة في "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، إن التركيز "يجب أن يكون على بناء عملية سياسية لتشكيل حكومة إنتقالية في سورية"، داعياَ المعارضة السورية إلى المشاركة في مؤتمر "جنيف 2" المقرر في الثاني والعشرين من كانون الثاني (يناير) الجاري. وأضاف أنه "قدّم مشورة واضحة جداً لقادة الائتلاف السوري المعارض لحضور مؤتمر "جنيف 2" برعاية الأممالمتحدة الأسبوع المقبل"، حين التقاهم الأحد في باريس خلال اجتماع مجموعة "أصدقاء سورية". ونشرت مجموعة من النواب البريطانيين من مختلف الأحزاب السياسية بقيادة وزير الدولة السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا الستير بيرت رسالة في صحيفة "التايمز" اليوم، دعت فيها إلى "تسليح المعارضة السورية من أجل تصحيح العيوب العسكرية في موازين القوى مع النظام على الأرض". لكن هيغ شدّد على أن "أياً من الطرفين لا يمكن أن يفوز بالصراع الدائر في سورية"، مجدداً دعوة جماعات المعارضة السورية للمشاركة في مؤتمر "جنيف 2". واعتبر الاتفاق على تدمير الأسلحة الكيماوية لدى نظام الرئيس بشار الأسد "النقطة المضيئة الوحيدة في الصراع الذي لا يمكن لأحد الانتصار فيه". وقال وزير الخارجية البريطاني: "هناك صراع ثلاثي يدور الآن في سورية بين الجماعات التابعة لتنظيم "القاعدة" وقوى المعارضة الأكثر اعتدالاً، فضلاً عن قوات النظام السوري، ولا بد في النهاية من إيجاد حل سياسي لحقن الدماء، وهذا هو السبب في أننا نقف مع عملية "جنيف 2" مهما استغرق وقت تنفيذها". وحذّر من أن التهديد الذي يشكله المتطرفون في سورية "سلّط الضوء على الحاجة لإجراء محادثات وتشكيل حكومة إنتقالية". وأضاف هيغ أنه "من الضروري أن يكون هناك حل سياسي وحكومة شرعية وحكومة إنتقالية تعمل على تطبيق الديموقراطية لهزيمة صعود التطرف في سورية، لأن تأخّر النظام والمعارضة عن التوصّل إلى حل سياسي سيسهم في تجذر التطرّف في سورية".