بعث الرئيس الفلسطيني محمود عباس برسالة خطية إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي يشرح فيها مجمل المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع الجانب الفلسطيني خلال جولته المكوكية الحالية في المنطقة. وأعلن العربي أن وفداً وزارياً شكلته قمة الدوحة سيعقد اجتماعاً مشتركاً مع كيري الأحد المقبل في باريس بناء على طلب الأخير، ويضم الوفد وزراء خارجية مصر، السعودية، الأردن، قطر، فلسطين، والأمين العام للجامعة، وتترأسه قطر. وصرح العربي بأن الوفد سيبحث في المطالب الفلسطينية التي تسعي إلى إنهاء النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي في فترة محددة وبأسرع ما يمكن. وسينقل الوفد «رسالة خطية» إلى كيري اتفق وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ الذي عقد في القاهرة السبت 21 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، تؤكد التمسك العربي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدسالشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية، مع رفض الإجراءات والخطط والسياسات الإسرائيلية الهادفة إلى تغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، بما فيها القدس. وذكر العربي أن كيري سيطلع الوفد الوزاري العربي على اتفاق الإطار المقترح من الجانب الأميركي لدفع المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وكان العربي تلقي اتصالاً هاتفيا أمس من كيري تم خلاله التطرق إلى الاجتماع المرتقب في باريس في ما يتعلق بنتائج المحادثات التي أجراها كيري مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويلتقي العربي اليوم مع المبعوث الأميركي للسلام مارتن أنديك بعدما التقى أمس أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم الذي سلمه رسالة عباس والتي تتضمن الثوابت الفلسطينية في شأن التسوية المرتقبة. وأكد العربي أن الجانب الفلسطيني يسعى إلى إنهاء النزاع، وهذا يعني انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة في فترة زمنية محددة، مشيراً إلى أنه تم بحث هذا الموضوع خلال لقائه مع عبدالرحيم. وصرّح عبدالرحيم عقب لقاء العربي بأن كيري يسعى إلى اتفاق إطار، موضحاً أن الجانب الفلسطيني شدد على «ضرورة أن يتضمن هذا الاتفاق كل ثوابتنا وحدود ما قبل 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية واللاجئين، وكذلك بالنسبة إلى الطرف الثالث بخصوص الأمن وقضايا أخرى متشعبة». وانتقد عبدالرحيم الموقف الأميركي وقال: «كنا نعقد آمالاً كبيرة على مساعي كيري وأن نتوصل إلى تنفيذ اتفاقات التفاهم التي كنا وضعناها في السابق ولكن ضغوط نتانياهو وتعنت الحكومة الإسرائيلية أدت به إلى الحل الوسط الذي ربما يأخذ سنوات طويلة لتنفيذه». وتابع: «إذا تأكدت ثوابتنا في هذا الإطار فهو لا يضير. وهو (اتفاق إطار) بالنسبة لنا مضيعة للوقت ولنتانياهو مكسب للوقت». وأوضح أن «هذا (اتفاق إطار) لم يطرح علينا في صيغته النهائية، لأنه في صيغة التشاور بعد، ولا يزال أفكاراً غير محددة وضبابية».