لليوم الثالث على التوالي واصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري جولاته المكوكية بين إسرائيل وفلسطين، والتي بحث خلالها أفكارا أميركية للتوصل إلى اتفاق إطار مع القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية وسط تقديرات بعودة قريبة له إلى المنطقة لعرض أفكار مكتوبة حول هذا الإطار. وقال كيري للصحفيين أمس إن إسرائيل والفلسطينيين يحرزون تقدما نحو التوصل إلى اتفاق إطاري للسلام لكن الجانبين لم يتوصلا إليه بعد. وعلى الرغم من أن المحادثات اتسمت بالسرية التامة إلا أن مصادر دبلوماسية وصفت ل"الوطن" المحادثات بأنها كانت" صعبة ولكنها أظهرت تصميما من جانب كيري للتوصل إلى اتفاق". وأضافت "لقد استمع كيري إلى الطرفين وعرض عليهما أفكارا غير مكتوبة" مرجحة أن "زيارة قريبة للوزير الأميركي قد تتم في غضون الأسبوعين القادمين ستكون حاسمة باتجاه إبرام اتفاق الإطار". وكان كيري عقد في الأيام الثلاثة اجتماعين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في رام الله استمرا نحو 8 ساعات، فيما عقد 3 اجتماعات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، آخرها ليل أمس علما بأن الاجتماعين الذين عقدهما الخميس والجمعة معه استمرا 11 ساعة. وقالت مصادر فلسطينية ل"الوطن": "إن الرئيس عباس جدد على مسامع كيري ثوابت الموقف الفلسطيني بشأن أي اتفاق بما في ذلك التأكيد على أن أي اتفاق يجب أن يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، وحل قضية اللاجئين استنادا إلى المبادرة العربية وهي حل عادل ومتفق عليه استنادا للقرار 194 وأن تكون لدولة فلسطين السيطرة على حدودها وأجوائها ومعابرها وبحرها، وألا يكون هناك أي تواجد إسرائيلي في الدولة الفلسطينية بعد قيامها". ورفض المسؤولون الفلسطينيون والإسرائيليون الحديث عن الأفكار التي عرضها الوزير الأميركي على الطرفين. وأخذ المسؤولون الفلسطينيون على الهجمة الإسرائيلية على الرئيس عباس، والتي كان آخرها تشكيك وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتس في رغبة الرئيس الفلسطيني بالسلام. وتزامنت جهود كيري مع زيارة لوفد من الكونجرس الأميركي برئاسة عضو الكونجرس جون ماكين، الذي أشار إلى عدم ارتياح رئيس الوزراء الإسرائيلي لأفكار كيري. واجتمع ماكين أمس مع الرئيس عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، الذي أكد "أن الدعم الاقتصادي والسياسي الذي تقدمه الولاياتالمتحدة يساهم في بناء مؤسسات الدولة، ويساعد في استمرار تقديم خدماتها والوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين. وأشار مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني إلى أن الطرفين "ناقشا قضايا عديدة أهمها مبادرة كيري الاقتصادية والمرتبطة بتقدم المسار السياسي، والتحديات الاقتصادية التي تواجه الحكومة الفلسطينية، وأهمية دعم المناطق المسماة "ج"، خاصة أنها تعود بالفائدة على الحكومة الفلسطينية سنوياً بمبلغ 3 بلايين دولار في حال تم تمكين الحكومة من الاستثمار فيها حسب تقرير البنك الدولي". وقال "بدوره شدد ماكين على التزام أميركا باستمرارها في تقديم الدعم اللازم للحكومة الفلسطينية في القطاعات المختلفة، وأكد مواصلة أميركا لجهودها في التوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".