اعتبر رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي (البنك المركزي) بن برنانكي، الذي تنتهي ولايته آخر الشهر الجاري، أن النهوض الاقتصادي «لم يكتمل» بعد. وتطرّق برنانكي في كلمة ألقاها خلال الاجتماع السنوي للجمعية الاقتصادية الأميركية في فيلادلفيا أول من أمس، إلى السنوات الثماني التي أمضاها على رأس الاحتياط الفيديرالي، وواجه خلالها أسوأ أزمة اقتصادية منذ الانهيار الكبير. وأكد أن «لا حاجة للقول إن ولايتي كانت مليئة بالأحداث بالنسبة إلى مجلس الاحتياط الفيديرالي وبالنسبة إلى البلد وإليّ أيضاً». وقال: «اتخذنا إجراءات استثنائية لمواجهة تحديات اقتصادية استثنائية». وبعدما لفت إلى أن «معدل البطالة تراجع إلى 7 في المئة في مقابل 10 في المئة في خريف عام 2009، رأى أن «النهوض يبقى غير مكتمل في شكل واضح، على رغم التقدم». واعتبر أن «معدل البطالة عند 7 في المئة يبقى مرتفعاً»، مشيراً إلى «العدد الكبير من العاطلين من العمل لفترات طويلة، والى خفض المشاركة في قوة العمل التي تدل على رفض العمال المحتملين البحث عن عمل». وأوضح أن «نمواً مخيباً للإنتاجية مسؤول جزئياً عن بطء التوسع الاقتصادي الأميركي»، لافتاً إلى أن «أسباب هذه الزيادة الضعيفة في الإنتاجية ليست واضحة». وأعلن برنانكي أن «قساوة الأزمة المالية عبر خفضها عرض التسليفات، كبحت ربما الابتكار والاستثمارات المنتجة ونشوء شركات جديدة». وأكد مجدداً أن «قرار مجلس الاحتياط في كانون الأول (ديسمبر) الماضي خفض دعمه المالي للنهوض، لا يعني خفضاً لالتزامه الحفاظ على سياسة نقدية متساهلة جداً طيلة الوقت اللازم». وذكّر ب «نية البنك المركزي الحفاظ على معدلات فائدة قريبة من الصفر حتى الى ما بعد تراجع البطالة إلى ما دون 6.5 في المئة». وشدد أخيراً على جهوده ل «جعل البنك المركزي الأميركي أكثر شفافية، ما شكل أحد أهدافه الأساسية حتى قبل اندلاع الأزمة المالية». الى ذلك، يصوت مجلس الشيوخ الأميركي غداً على تعيين جانيت يلين رئيسة لمجلس الاحتياط الفيديرالي (البنك المركزي). وأشار ناطق باسم الأكثرية في المجلس في رسالة أعلن فيها جدول أعمال الجلسة، إلى «التصويت على تعيين أول امرأة على رأس المصرف المركزي». وكان مفترضاً إجراء هذا التصويت أساساً قبل عيد الميلاد، لكن أُرجئ بسبب ازدحام جدول أعمال المجلس وبسبب خلاف إجرائي بين الديموقراطيين والجمهوريين. وكان الرئيس باراك أوباما عيّن يلين في التاسع من تشرين الأول (أكتوبر)، لتولي منصب نائب رئيس البنك المركزي خلفاً لبن برنانكي الذي تنتهي مهماته نهاية الشهر الجاري. وفي حال صادق المجلس على تعيينها، ستصبح يلين المرأة الأولى التي تشغل هذا المنصب في التاريخ الأميركي، وستكون ولايتها لأربع سنوات. وكانت لجنة الشؤون المصرفية في مجلس الشيوخ صادقت في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، على تعيين يلين التي سيكون تصويت الإثنين المحطة الأخيرة في عملية تثبيتها في المنصب الجديد. «وول ستريت» تتجاهل تعليقات «المركزي» أنهت الأسهم الأميركية تعاملات أول من أمس من دون تغير يذكر بعد جلسة متقلبة، حيث درس المستثمرون تعليقات لمسؤولين في «مجلس الاحتياط الفيديرالي» (البنك المركزي) أثارت تساؤلات في شأن توقيت إنهاء برنامج المجلس للتيسير النقدي. وبدأت «وول ستريت» التعاملات على ارتفاع لكنها قلّصت مكاسبها بعدما أشار رئيس فرع الاحتياط الفيديرالي في فيلادلفيا تشارلز بلوسر، إلى أن المجلس يواجه تحديات «هائلة» حالياً بعد خفضه برنامج شراء السندات، وأن عليه أن يتنبه لزيادة سريعة محتملة في التضخم مستقبلاً. وعقب تصريحات بلوسر قال رئيس المجلس بن برنانكي «تعافي الاقتصاد الأميركي لا يزال غير مكتمل بوضوح». وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي لأسهم كبرى الشركات الأميركية 28.64 نقطة أو 0.17 في المئة إلى 16469.99 نقطة. ونزل «ستاندرد آند بورز 500» الأوسع نطاقاً 0.62 نقطة أو 0.03 في المئة إلى 1831.36 نقطة. وانخفض «ناسداك» 11.16 نقطة أو 0.27 في المئة إلى 4131.91 نقطة.