واشنطن - رويترز، أ ف ب - أفاد تحقيق شهري حول الوضع الاقتصادي الأميركي تجريه صحيفة «وول ستريت جورنال»، بأن الخبراء الاقتصاديين اكثر تفاؤلاً من الإدارة الأميركية تجاه النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة، وفق نتائج نشرت الخميس الماضي على موقع الصحيفة الإلكتروني. وأجمع 54 خبيراً اقتصادياً شملهم التحقيق مطلع الشهر الجاري، على تقدير ارتفاع نمو الناتج المحلي الأميركي بمعدل 3 في المئة خلال السنة الحالية. لكن الإدارة الأميركية توقعت نمواً بمعدل 2.7 في المئة في إحصاءاتها الأخيرة التي نشرت مطلع شباط (فبراير) الماضي. وقدّر الاحتياط الفيديرالي الأميركي (البنك المركزي)، أن يحقق الناتج المحلي نمواً في الفصل الرابع من السنة بما بين 2.8 و3.5 في المئة مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي. وأبدى الخبراء أيضاً تفاؤلاً اكبر من تفاؤل الحكومة لجهة الوظائف، فتوقعوا تراجع معدل البطالة إلى 9.3 في المئة نهاية كانون الأول (ديسمبر) المقبل بعدما سجل 9.7 في المئة في شباط. وتتوقع الحكومة معدل بطالة 9.8 في المئة في الفصل الأخير من السنة، وتتراوح توقعات الاحتياط الفيديرالي بين 9.5 و9.7 في المئة. وتراجع معدل الناتج المحلي الأميركي 2.4 في المئة عام 2009، في اكبر تراجع عرفه النشاط الاقتصادي للبلد منذ 1946. وتشير التوقعات كلها - سواء توقعات الإدارة الأميركية أو الاحتياط الفيديرالي أو خبراء الاقتصاد في «وول ستريت جورنال» - إلى أن الاقتصاد الأميركي سيشهد نشاطاً ضعيفاً وليس نهوضاً سريعاً كما حصل لدى انتهاء أزمة 1981-1982، إذ تلاها نمو بمعدل 4.5 في المئة عام 1983 و7.2 في المئة عام 1984. من جهةٍ ثانية، أنهت العائلات الأميركية عام 2009 اكثر ثراء مما بدأته، للمرة الأولى منذ 2007، كما أفادت جداول المحاسبة الوطنية التي نشرها الاحتياط الفيديرالي الأميركي منتصف الأسبوع. وأظهرت الجداول أن الثروة الصافية للأسر الأميركية، وتمثل الفارق بين أصولها وديونها، بلغ 54176.2 بليون دولار نهاية كانون الأول الماضي، وازدادت بنسبة 5.4 في المئة عما كانت عليه قبل عام. وأوضح الاحتياط الفيديرالي أن عملية تصفية ديون الأسر التي بدأت ربيع 2008 تسارعت خلال 2009، وقابلها تزايد في قيمة أملاكها. وكتب الاحتياط الفيديرالي أن ديون الأسر تراجعت 1.75 في المئة عام 2009، في أول تراجع سنوي لديون الأميركيين منذ 1946 على اقل تقدير. غير أن مستوى البطالة الذي ازداد 2.3 نقطة خلال العام الماضي يشير إلى أن الثروة لا تتوزع في شكل متساو. الاحتياط الفيديرالي الى ذلك، أفاد مصدر بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما يعتزم تعيين رئيسة بنك الاحتياط الفيديرالي في سان فرانسيسكو جانيت يلين، نائبةً لرئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي (المركزي الأميركي). وتُعرف يلين بمواقفها غير المتشددة في شأن أسعار الفائدة. ويأتي الاختيار بعد أن أعلن المسؤول المخضرم في المجلس دونالد كوهن (40 سنة)، أنه سيتقاعد في 23 حزيران (يونيو) المقبل. ويوجب تعيينُ نائب لرئيس المركزي الأميركي لفترة تستمر أربع سنوات، موافقة مجلس الشيوخ. ويلين من أكبر «الحمائم» بين صنّاع القرار في المركزي الأميركي، ما يعني أنها تميل نحو سياسات تعزز النمو والوظائف وليس إلى سياسات تهدف إلى السيطرة على التضخم. وتساعد يلين في حال تعيينها، في إنهاء مستويات غير مسبوقة من برامج الحفز النقدي التي اتخذها مجلس الاحتياط الفيديرالي، وفي الدفاع أيضاً عن القدرات التنظيمية للمجلس أمام كونغرس مشكك يحمّل المركزي الأميركي مسؤولية هفوات ساهمت في حصول أزمة المال.