شهدت مدينة الكفرة جنوب شرقي ليبيا اشتباكات بين قوات الصاعقة في الجيش ومجموعة مسلحة تابعة لقبيلة التبو، ما أسفر عن إصابة جندي وعدد من المدنيين بجروح. وتركزت الاشتباكات التي بدأت ليل الثلثاء - الأربعاء في منطقة جزيرة السويدية وذلك بعد محاولة مسلحين من التبو الاستيلاء على سيارة الجندي ما أعقبه تبادل لإطلاق النار تحول عشوائياً. وأضرم المسلحون النار بسيارتين وشاحنة وسطوا على 5 سيارات للسكان، فيما راجت أنباء عن خطف 3 مواطنين بدأت الأجهزة الأمنية جهوداً لكشف مصيرهم. وسقطت خلال الاشتباكات قذيفة هاون على حي بوشوق السكني ما أدى إلى تدمير منزل. وسجلت أمس، اشتباكات متقطعة بين المسلحين وقوات الصاعقة التي أعلنت حال استنفار ونشرت عناصرها في نقاط التماس وفي محيط مصادر إطلاق النار لمحاولة إسكاتها. وأوقفت وزارة التعليم الدراسة في مدارس المدينة وضواحيها كافة. وتأتي هذه الحوادث بعد اشتباكات مسلحة اندلعت في مشروع السرير الزراعي قرب الكفرة يوم الجمعة الماضي، بين كتيبتين من الثوار راح ضحيتها خمسة أشخاص. على صعيد آخر، تجمع عشرات الليبيين في ميدان الجزائر في العاصمة طرابلس ليل الثلثاء، احتجاجاً على قرار المؤتمر الوطني العام (البرلمان الموقت) تمديد ولايته إلى نهاية عام 2014. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: «لا للتمديد للمؤتمر»، كما طالبوا بتفعيل دستور الاستقلال بنسخته المعدلة عام 1963، منددين بفشل المؤتمر الوطني في إقرار دستور جديد. يأتي ذلك غداة إقرار «المؤتمر» خريطة طريق مبدئية للمرحلية الانتقالية، تحدد موعد انتهاء ولايته في 24 كانون الأول (ديسمبر) 2014، بعدما كان يفترض أن تنتهي في 7 شباط (فبراير) المقبل. في الوقت ذاته، أعلن رئيس المؤتمر الوطني نوري بوسهمين أن المجلس شكّل لجنة لوضع خريطة طريق لاستكمال المرحلة الانتقالية وتسليم السلطة إلى هيئة اشتراعية في شكل سلمي ووفق تواريخ محددة، لضمان عدم حدوث فوضى أو فراغ دستوري. ودعا بوسهمين الشعب الليبي إلى المشاركة في انتخابات «لجنة الستين» التي ستؤول إليها مهمة صوغ دستور جديد. وشدد بوسهمين على أن «نجاح البلاد مربوط بنجاح هذه التجربة». وتزامن كلام رئيس المؤتمر مع الذكرى ال62 للاستقلال، والتي ألغيت الاحتفالات بها نتيجة تردي الأوضاع الأمنية في البلاد. ووجه الرئيس الأميركي باراك أوباما برقية تهنئة إلى السلطات الليبية للمناسبة، وجدّد التزام أميركا «شراكة قوية مع ليبيا الجديدة». وقال أوباما: «إن الولاياتالمتحدة ستظل تستلهم من الشجاعة والتصميم اللذين أبداهما الشعب الليبي في إعادة بناء البلاد بعد 42 سنة من الديكتاتورية» في عهد العقيد معمر القذافي. وتعهد الرئيس الأميركي بمواصلة دعم المرحلة الانتقالية، كما ورد في نص البرقية الذي وزعته السفارة الأميركية في طرابلس. وأضاف الرئيس الأميركي: «تتشارك الولاياتالمتحدة وليبيا في الكثير من المصالح المشتركة، بما في ذلك الاستقرار الإقليمي والسلام والأمن للشعب الليبي، وإنشاء مؤسسات الأمن والعدالة التي يمكن أن تجعل مرتكبي الجرائم ضد الليبيين والأميركيين عرضة للمساءلة». وكان هجوم متشددين على القنصلية الأميركية في بنغازي في 11 أيلول (سبتمبر) 2012، أدى إلى مقتل السفير الأميركي في ليبيا كريس ستيفنز وثلاثة موظفين آخرين. ويأتي كلام أوباما في وقت وافقت الحكومة الليبية الموقتة الأسبوع الماضي، على استقبال وفد من المحققين الأميركيين والبريطانيين لإعادة التحقيق في ملابسات تفجير طائرة ركاب أميركية تابعة لشركة «بان إم» أثناء تحليقها فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية عام 1988، ما أسفر عن مقتل 270 شخصاً. ويتوقع أن يستجوب المحققون عبدالله السنوسي رئيس الاستخبارات في عهد القذافي، المعتقل في طرابلس، لمحاولة البحث عن متورطين جدد في التفجير، وذلك بعد وفاة عبدالباسط المقرحي الذي دين بالتفجير وسجن في اسكتلندا، ثم أطلق سراحه لأسباب طبية وعاد إلى طرابلس حيث توفي نتيجة معاناته من المرض. وكان القذافي دفع تعويضات لضحايا لوكربي في إطار عملية تطبيع مع الولاياتالمتحدة.