ازدادت المواجهات بين القبائل المختلفة في ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي، وكان آخرها بين أفراد قبيلة التبو وسكان مدينة سبها وقبائلها. ويبدو أن هذه المواجهات مرشحة للتوسع بسبب الفلتان الأمني في الجنوب الليبي وكذلك الموقع الجغرافي الهام لسكان القبيلة. فما هي المشكلة بالتحديد وأين تقيم قبيلة التبو؟ تقيم قبيلة التبو في المربع الحدودي بين ليبيا وتشاد والسودان والنيجر.وهي قبيلة امازيغية لها لغة خاصة غير العربية يقيم معظم أفرادها في منطقتي قدر وحارة التبو في مدينة الكفرة، ويقومون في بيوت مبنية معظمها من أوراق النخيل والصفيح، وجميعهم من ذوي البشرة السمراء و يقدر عددهم بحوالي مليوني نسمة تقريبا، ويعتقد أنهم ينحدرون من تشاد. تكررت الاشتباكات أكثر من مرة بين قبيلة التبو وقبائل سبها في المدة الأخيرة، فهل يمكن اعتبار هذه الحوادث حادثة محلية وما هي أسباب هذه المواجهات؟ وليد ناجي النيبال القانوني الليبي يشرح الحادثة قائلا "إن ما يحدث الآن ليس عملية بين ثوار ليبيين وفلول القذافي بل هي عملية ثأر ليس إلا. كانت بدايتها قتل شخص من قبيلة أولاد سليمان من قبل شخص ينتمي إلى قبيلة التبو الذي فتح النار داخل قاعة اجتمعت فيها قبائل سبها وأسفر الحادث على مقتل العديد من الأشخاص الذين لا ينتمون إلى قبيلة التبو مما جعل هذه القبائل تتحد ضد قبيلة التبو". استمرار المواجهات بين الجماعات المسلحة المختلفة الاتجاهات والمشارب السياسية في ليبيا شكل عبئا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا علي الحكومة المؤقتة والمجلس الوطني الانتقالي، الأمر الذي أدى إلي زيادة مشاعر القلق والإحساس بعدم الأمان. فلماذا هذه المواجهات بين القبائل الليبية المختلفة؟ يجيب كامل مرعاش الصحافي الليبي على هذا السؤال قائلا إن "المشاكل القبلية غالبا ما تتحول إلى مواجهات مسلحة وهي تعكس بالدرجة الأولى حالة الفراغ الأمني والسياسي في ليبيا وعجز المجلس الوطني الانتقالي والحكومة على تقديم رؤية مستقبلية لليبيا." ويضيف قائلا إن "ما حدث في الكفرة وسبها هو نتيجة الفراغ الأمني الكبير وهذا يعني أن الأوضاع في ليبيا مرشحة إلى مزيد من التوتر والصراعات القبلية والجهوية". عاش أبناء قبائل التبو في الجنوب الليبي، مهمشين ومضطهدين. وقد استغلهم نظام معمر القذافي في عدة حروب في أفريقيا كوقود حرب في تشاد ضد الرئيس التشادى حسين حبرى وفى حرب أوغندا وفى حرب لبنان ومات عدد كبير منهم ولم يعرف مصير الكثير منهم حتى الآن، وشاركوا في تحرير الجنوب الليبي من نظام معمر القذافي مؤخراً .