تزور وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون كييف اليوم وغداً، لتنفيذ مهمة مصالحة في الأزمة السياسية بأوكرانيا، والتي أججها تراجع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عن توقيع اتفاق شراكة تجارية مع الاتحاد الأوروبي، بهدف التقارب مع روسيا. في غضون ذلك، وافق يانوكوفيتش إثر لقائه ثلاثة رؤساء سابقين، هم ليونيد كرافتشوك وليونيد كوتشما وفيكتور يوشتشنكو، كانوا قدموا دعمهم للاحتجاجات المطالبة بالتقارب مع الاتحاد الأوروبي، على اقتراحهم إجراء محادثات مع المعارضة. وأعلنت ناطقة باسم المفوضية الأوروبية أن آشتون «ستلتقي كل الأطراف المعنية بالأزمة من مسؤولي الحكومة والمعارضة وممثلي المجتمع المدني، لدعم البحث عن حل سياسي، وأنها ستؤكد طلب الاتحاد الأوروبي التحقيق في عنف ارتكب في حق متظاهرين مسالمين». لكن الناطقة استدركت أن «آشتون لن تنفذ وساطة رسمية، إذ لا يعتزم الاتحاد الأوروبي تسوية الأزمة التي تعتبر مهمة القوى السياسية الأوكرانية». وكان رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو أبلغ الرئيس يانوكويفتش في اتصال هاتفي أجراه معه «ضرورة إيجاد حل سياسي للتوترات في أوكرانيا عبر إطلاق حوار مع المعارضة والمجتمع المدني». واعتبر باروزو في خطاب ألقاه في مدينة ميلانو الإيطالية أمس، أنه «من حق الاتحاد الأوروبي وواجبه الوقوف إلى جانب الشعب الأوكراني في لحظة صعبة جداً، فالمتظاهرون الذين يرفعون العلم الأوروبي يناضلون أيضاً من أجل أوكرانيا ومستقبلهم، لأنهم يعلمون أن أوروبا ليست فقط أرض فرص اقتصادية، بل وعد أمل وحرية». ورأى مصدر أوروبي أن «استقرار البلاد على المحك، في حال عدم إيجاد حل للأزمة الحالية غير المسبوقة منذ الثورة البرتقالية عام 2004 التي جلبت موالين للغرب إلى السلطة، قبل أن يهزمهم الرئيس يانوكوفيتش في انتخابات 2010. ووسط البرد القارس والثلوج المتساقطة، واصل مئات من المتظاهرين المؤيدين التقارب مع أوروبا أمس، اعتصامهم في كييف للمطالبة باستقالة الرئيس يانوكوفيتش. وجاء ذلك غداة حشد المعارضة 300 ألف من أنصارها في كييف وعشرات الآلاف في مدن أخرى. وتوزع عشرات من المتظاهرين على متاريس نصبت في نقاط مختلفة من حي مجاور لأهم مقار السلطة (الرئاسة والبرلمان والحكومة)، متحدين تدني درجة الحرارة إلى أربعة تحت الصفر. وقال يوري مايبورودا (53 سنة): «نريد أن نثبت أننا صامدون، وهدفنا رحيل الرئيس والحكومة»، أما فولوديمير كيبليك الذي وقف إلى جانب مايبورودا فقال: «من المستحيل التراجع»، مضيفاً: «في 2004، كان الوضع مماثلاً وصمدنا». وتعززت التعبئة إثر اتهام قوات مكافحة الشغب بقمع متظاهرين شبان في 30 تشرين الثاني، ثم زيارة يانوكوفيتش روسيا التي دفع المعارضة إلى اتهامه بأنه «باع البلاد» إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين عبر محاولته ضمها إلى الاتحاد الجمركي الذي تقوده روسيا مع جمهوريات سوفياتية سابقة. ودعا أحد قادة المعارضة أرسيني ياتسينيوك ليل أول من أمس، المتظاهرين إلى مواصلة التعبئة، معتبراً أن الساعات المقبلة ستكون «حاسمة».