نظّمت «حملة الحب في زمن الابارتهايد» تظاهرة فنية بعنوان «حبنا مقاومة»، احتضنها قصر رام الله الثقافي، ليل الاثنين - الثلثاء. وهو شكل نضالي من أشكال النضال الفلسطيني، يساهم في تعرية إسرائيل وسياستها العنصرية وانتهاكاتها للقانون الدولي وحقوق الإنسان. شارك في الحفلة الفنان جميل السايح، والفنانة الشابة ناي البرغوثي. كما قدّم الممثل الكوميدي نضال بدارنة، «ستاند أب كوميدي» ساخراً من وحي الحملة التي انطلقت في آذار (مارس) الماضي، لمقاومة السياسات الإسرائيلية العنصرية التي تسعى لمنع الزواج ما بين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر (أي في الأراضي المحتلة عام 1948) والفلسطينيين من الأراضي المحتلة عام 1967. واختتمت الحفلة بلوحة راقصة لكل من نادية خطاب وفايز كواملة بعنوان «محاولة يائسة»، حالت فيها «الكراتين» الرمزية والتي تحمل تسميات وتواريخ ذات دلالات تاريخية وسياسية، دون وصولهما بعضهما إلى بعض. فكانت «رقصة الموت»، إن جازت تسميتها ذلك، خيارهما قبل قرار تمزيق ما في «الكراتين» من أوراق، في رسالة تمرّد على القوانين العنصرية الإسرائيلية، ومقاومة ما سمته سلطات الاحتلال «قانون الجنسية والدخول إلى إسرائيل». ويمنع هذا القانون من ناحية عملية، لمّ شمل العائلات إذا كان أحد الزوجين من الأراضي المحتلة عام 1948 والآخر من الأراضي المحتلة عام 1967. وفي عام 2006 عُدّل هذا القانون ليشمل منع ارتباط الفلسطينيين داخل الخط الأخضر بإيرانيين وسوريين وغيرهم ممن تعتبرهم إسرائيل مواطنين لدول معادية، حتى وإن كانوا يحملون جنسيات أوروبية أو أميركية أو غيرها من الجنسيات الأجنبية. بل اعتُبر قطاع غزة كياناً منفصلاً وفق تعديلات هذا القانون العنصري، الذي تصفه سلطات الاحتلال ب «الموقت»، مع أنها تجدده كل عام، لكنها لم تسنّه كقانون دستوري لأن فحواه العنصرية تتنافى والقوانين الدولية. وهذا من باب محاولة تجميل صورة إسرائيل، وتحت ذريعة أنه جاء للحفاظ على أمن إسرائيل. وجاءت تظاهرة «حبنا مقاومة»، تتويجاً لمنجزات الحملة المتمثلة في انضمام 100 مؤسسة من المجتمع المدني وشخصيات دولية، إليها، من بينها جوديث بيتلر الفيلسوفة والكاتبة الأميركية المعروفة، والقاضي الجنوب أفريقي جون دوغارد، والكاتبة الأميركية أليس وولكر، سعياً لإسقاط القانون العنصري. ورافق التظاهرة إطلاق عريضة شعبية تخاطب المجتمع الدولي، وتهدف إلى جمع أكبر عدد من التواقيع تعكس حالة الرفض الفلسطيني للقانون الذي أطلقته سلطات الاحتلال في 31 تموز (يوليو) 2003. بدورها قالت نجوان بيرقدار، الناطقة باسم الحملة: «نحن مجموعة تمثل كل مناطق فلسطين ومن أعمار مختلفة، بخاصة من داخل الخط الأخضر والضفة الغربية والقدس، وعلى رغم غياب أعضاء في الحملة من غزة، إلا أن فيها كثيراً من المتضامنين معنا. نحن عملياً مجموعة التقت في أطر مختلفة بعضها اجتماعية وبعضها سياسية. جمعنا موضوع لمّ شمل العائلات الفلسطينية لزوجين أحدهما من الضفة الغربية والآخر من داخل الخط الأخضر واللذين تعمل إسرائيل على التفرقة بينهما بقوانين عنصرية تصدرها تباعاً». أما فجر حرب، الناشط في الحملة، فشرح أن «اسم الحملة مقتبس من رواية «الحب في زمن الكوليرا» لغابريل غارسيا ماركيز، لكننا استبدلنا «الكوليرا» ب «الابارتهايد»، أي الفصل العنصري، للتأكيد أن إسرائيل التي تمارس الاحتلال والاستعمار والتمييز العرقي، تمارس أيضاً سياسة الابارتهايد». وأكد أن الحملة لا تتلقى دعماً من أي جهة، بل تقوم على جهود المتطوعين، وهذا سر استمراريتها. وأضاف: «نحن ندرك أن إسرائيل لن تتراجع عن هذا القانون أو غيره من القوانين العنصرية، إلا إذا أجبرت على ذلك، وهدفنا من هذه الحملة إجبار العالم على اتخاذ موقف من هذا القانون الذي يتعارض مع كل الأعراف والقوانين الدولية، وصولاً إلى مقاطعة إسرائيل أو معاقبتها في المحافل الدولية». وكان للفنان السوري سميح شقير، مشاركة خاصة عبر الإنترنت في «حبنا مقاومة»، برسالة مسجلة بثها القائمون على التظاهرة الفنية، خاطب فيها الفلسطينيون بالقول: «اخبروني مجموعة من الشباب والصبايا عن حملة اسمها «الحب في زمن الابارتهايد» لمواجهة القوانين العنصرية الإسرائيلية. أعجبني اسم الحملة ومضمونها الإنساني النبيل، وأبلغتهم مساندتي وإعجابي، وعلى رغم هذا الطرح في مواجهة جزئية للاحتلال وسياساته العنصرية، فإنها خطوة في الاتجاه الصحيح، وتكمّل الأشكال العديدة من نضالات الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يسعى للحرية، قبل أن يختم بمقطع من أغنيته «إن عشت فعش حراً أم مت كالأشجار وقوفاً». يذكر أن الحملة انطلقت قبل 8 أشهر ب «زفة فلسطينية» عند حاجز حزما العسكري، على مقربة من جدار الفصل العنصري.