نقل طبيب سيراليوني مصاب ب «ايبولا» أمس إلى الولاياتالمتحدة لمعالجته، فيما ارتفع عدد الوفيات بالفيروس «ايبولا» إلى 5177 في 8 بلدان من أصل 14413 مصاباً، وفق حصيلة صدرت الأربعاء الماضي. تزامناً، تعهّد قادة دول مجموعة ال 20 خلال قمتهم في أستراليا بأن يفعلوا ما في وسعهم «للقضاء» على وباء ايبولا و»تغطية انعكاساته الاقتصادية والإنسانية في الأمد المتوسط»، وذلك من خلال «التعاون الثنائي والإقليمي والمتعدد الجنسية ومع جهات غير حكومية»، إلا أن البيان الذي صدر في ختام اليوم الأول من القمة لم يتضمّن أي التزام مالي واضح. والطبيب مارتن ساليا الجراح الذي يعمل في مستشفى كونوت في فريتاون، هو أول مصاب سيراليوني ب «إيبولا» ينقل إلى الولاياتالمتحدة، وهو حاصل على الإقامة الدائمة هناك ومتزوج من أميركية، ولهما أطفال عدة. وسيعالج في مركز نبراسكا الطبي. وعولج 9 أشخاص من الفيروس القاتل في الولاياتالمتحدة، إلا أن شخصاً هو ثوماس ايريك دانكان المولود في ليبيريا، توفي لإصابته بالمرض على الأراضي الأميركية. على صعيد آخر، وسّعت فرنسا إجراءاتها لمراقبة الفيروس لتشمل المسافرين القادمين من باماكو عاصمة مالي، آخر دولة افريقية وصل اليها المرض، وذلك بعدما أعلنت مالي أول من أمس وفاة 3 أشخاص على أراضيها من أصل 4 كشفت التحاليل إصابتهم بالفيروس. وقررت وزيرة الدولة الفرنسية المكلفة التنمية انيك جيراردان التي تقوم بزيارة رسمية إلى غينيا، التوجّه إلى مالي في شكل عاجل أمس، معتبرة أن الوضع «يثير القلق». في المقابل، أعادت السنغال فتح حدودها الجوية والبحرية التي كانت أغلقتها أمام الطائرات والسفن الآتية من غينياوليبيريا وسيراليون بسبب انتشار الوباء. وكانت فتحت ممراً إنسانياً جوياً في نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، للسماح بإيصال المساعدات إلى الدول الثلاث حيث العدد الأكبر من المصابين. تجربة لقاح كندي وبدأت في كندا تجارب اكلينيكية على لقاح تجريبي لعلاج الفيروس ابتكره المختبر القومي الكندي للإحياء الدقيقة، ويتوقّع إعلان النتائج في مطلع السنة المقبلة. وأنتج العقار التجريبي المعروف باسم «في. اس. في- اي. بي.او. في» بعد تجارب استمرت سنوات وأسفرت عن نتائج واعدة على فئران. وستستعين التجارب الإكلينيكية بمجموعة محدودة من المتطوعين في هاليفاكس في مقاطعة نوفا سكوتيا، وستضاف إليها نتائج تجارب أخرى على اللقاح. وتجرى تجربة العقار أيضاً في معهد والتر ريد للأبحاث التابع للجيش الأميركي والمعاهد القومية للصحة في ماريلاند. كما أعلنت جمهورية الكونغو الديموقراطية أمس رسمياً انتهاء تفشّي الوباء بها بعد مرور 42 يوماً (تمثل أقصى فترتي حضانة كاملتين للفيروس) من دون تسجيل أي حالات إصابة جديدة. وأودى الفيروس ب 49 من بين 66 مصاباً في إقليم اكواتور النائي (شمال غرب). «خالية من المضمون» إلى ذلك، انتهز البنك الدولي فرصة قمة ال20 في أستراليا للدفاع عن مشروعه إقامة «صندوق للطوارىء» من أجل الحدّ من انتشار أوبئة مقبلة وتجنّب عدم تكرار ردّ الفعل البطيء والمتأخر والمجزّأ على ايبولا، ملمحاً إلى أن كلفة مكافحة المرض قد تصل إلى 30 بليون دولار. وقال رئيسه جيم يونغ كيم إنه يمكن جمع التمويل من أسواق السندات العالمية على أن يسدد بمرور الوقت. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس في القمة قادة الدول الأكثر ثراء في العالم إلى تعزيز جهودهم للتصدّي لهذا الوباء ومواجهة انتشاره في غرب أفريقيا بهدف تفادي أزمة غذائية كبيرة. وأضاف أن «عدد الحالات يتراجع في منطقة لكنه يزداد في مناطق أخرى وانتقال الفيروس أسرع من ردّ المجتمع الدولي». وفي عريضة مشتركة، طالبت منظمات غير حكومية بينها «أوكسفام» و»سيف» دول مجموعة ال 20 التي تمثّل 85 في المئة من الثروة العالمية، بتوحيد جهودها لتأمين ما يكفي من التمويل والطواقم البشرية والتجهيزات لمواجهة تحديات ايبولا. وقالت مديرة أوكسفام هيلين سوك «إنها فرصة لوقف الفيروس وينبغي عدم تفويتها»، لافتة إلى أن افتقار البيان إلى تعهدات عاجلة ومحددة يمثل تهديداً حقيقياً لوفاء الأممالمتحدة بهدف علاج 70 في المئة من الحالات بحلول الشهر المقبل. واعتبر فريدريك رودر الناطق باسم «أوكسفام» أن ما ورد في بيان القمة «خال من المضمون»، متسائلاً عن «الخطوات الملموسة التي تلتزم بها كل دولة من الدول الأعضاء في مجموعة ال 20 من أجل كبح الوباء». وذكّرت «أوكسفام» أن الدول الثلاث الأكثر تضرراً، سيراليون وغينياوليبيريا، في حاجة ملحة للخدمات الطبية والدفن الآمن.