أرسلت وزارة الدفاع الجزائرية، تعزيزات عسكرية جديدة قوامها 5 آلاف جندي تقريباً إلى موقع حدودي قريب من ماليوالنيجر. وأفاد مصدر عسكري جزائري بأن «تلك تعزيزات أُرسِلت إلى منطقة تيمياوين المتاخمة للحدود الجزائرية - المالية، لمواجهة المهربين وبقايا الإرهابيين، ومنع تدفق المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين على منطقة برج باجي مختار الحدودية، وذلك ردًا على عملية اغتيال قائد كتيبة درك تيمياوين بعد تبادل إطلاق النار بين إرهابيين وحرس الحدود. وهذه هي ثالث دفعة عسكرية كبيرة تُرسَل لمراقبة الشريط الحدودي مع ماليوالنيجر، إذ لاحظت الحكومة الجزائرية انفلاتاً أمنياً مفاجئاً في تلك المنطقة في الأسابيع الأخيرة. وترافق التعزيزات العسكرية الأخيرة مع اعتقال 6 مهربين أحدهم جزائري والبقية ليبيون وحجز سيارة رباعية الدفع، في مكمن نصبته قوى الأمن في منطقة تين خريفان في ولاية إليزي (الحدودية مع النيجر وليبيا). وحجز الجيش في عملية أخرى، سيارتين رباعيتي الدفع وسيارة سياحية وكمية من المواد الغذائية كانت معدّة للتهريب، كما اعتقلت قوات الدرك في تيمياوين 3 أشخاص من الجنسية المالية. وأوقفت فرقة عسكرية أمس، 3 مهربين جزائريين وحجزت سيارة سياحية وهواتف نقالة وأجهزة اتصال من طريق الأقمار الاصطناعية من نوع «ثريا». ونشر الجيش الجزائري في ظل هذه المعطيات الأمنية، قوات خاصة ومشاة في منطقة برج باجي مختار القريبة مع الحدود مع مالي، تمركزت بآلياتها القتالية ومعداتها العسكرية المتطورة لمواجهة أي تسلل لجماعات إرهابية إلى المنطقة، بخاصة بعد اندلاع مواجهات بين المجلس الإسلامي الأعلى والقوات الحكومية المالية في شمال مالي. وأفاد مصدر عسكري بأن التعزيزات العسكرية التي وصلت إلى المنطقة ستُدعَّم بطلعات جوية لتأمين الحدود ومنع تسلل العناصر الإرهابية إلى المنطقة. وأشار المصدر ذاته إلى إقامة مراكز أمنية متقدمة للجيش في تيمياوين، إضافة إلى نصب كاميرات وأبراج مراقبة على طول الشريط الحدودي الرابط بين منطقتي الخليل وتيمياوين، فضلاً عن تشديد الإجراءات الأمنية على الطرق البرية، بعد إغلاق الحدود مع مالي لمنع تدفق المهاجرين الأفارقة نحو برج باجي مختار لمنع انتشار وباء «إيبولا». كما أطلق جهاز الاستعلامات التابع لقيادة الجيش حملة لحضّ الجزائريين على ضرورة التبليغ عن المشتبه بهم والمتسللين الأفارقة والمقيمين بطريقة غير شرعية في الجزائر. وأفادت معلومات أمنية بأن الحكومة الجزائرية أرسلت برقية عاجلة إلى القيادات الأمنية توقعت فيها شنّ «عمليات إرهابية» مصدرها جماعات ناشطة في منطقة الساحل، وطالبت برفع درجة اليقظة والحذر وتشديد المراقبة على الحدود. ويُعتقَد أن أكثر من 30 إرهابياً من «كتيبة الموقعين بالدماء» يخططون لتنفيذ اعتداءات على مصالح جزائرية أو غربية في المنطقة، وعلى منشآت نفطية في صحراء الجزائر وتونس وليبيا.