نقلت تقارير عن وزارة الدفاع الجزائرية امس، توقعها عودة نشاط جماعات إرهابية في مناطق قرب الحدود، بعد رصد تحركات جيوب مسلحة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ما أستدعى اصدار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أوامر إلى القوات الموجودة على الحدود الشرقية مع ليبيا والجنوبية مع ماليوالنيجر باستخدام «القوة المفرطة» مع أي جماعة مسلحة أو مجموعة مهربين تخترق الحدود. ويتوقع ان يقوم رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح بجولة على مواقع حدودية تقوده الى إليزي قرب ليبيا وبرج باجي مختار قرب مالي. واستبق جولته بتعليمات إلى قيادات الجيش في الجنوب بالتصدي لأي محاولة تسلل وفتح النار على أي مجموعة لا تستجيب إنذاراً بالتوقف. كما جددت رئاسة الأركان طلبها من القيادات العسكرية في الجنوب، موافاتها بتقارير حول حركة الأشخاص والمركبات قرب الشريط الحدودي، وضرورة التدقيق في الهويات. وأبلغ مصدر مطلع «الحياة» أن مجلس الوزراء الذي عقد برئاسة بوتفليقة وحضره الفريق قايد صالح بصفته نائباً لوزير الدفاع، استمع الى عرض «مقلق» حول تحركات في مواقع ليبية وأخرى في شمال مالي. تزامن ذلك مع تصنيف الرئيس الجزائري تسلل مجموعة مسلحة من شمال مالي، بأنه «عدوان خارجي»، داعياً إلى التحلي باليقظة ومساندة الجيش والقوات الأمنية في تصديهما للإرهاب. وكان الجيش أحبط محاولة تسلل إرهابيين في ناحية تينزواتين بتمنراست. وكشف بيان رئاسي عن تفصيل مهم في العملية يتعلق بهوية المسلحين الذين قتلوا فيها وهم ليبيون وتونسيون وماليون. وأكد بوتفليقة بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن «هذا الاعتداء الخارجي الجديد يستوقف المجتمع برمته ويستوجب التحلي بيقظة بالغة ومساندة الجيش والقوات الأمنية في تصديهما للإرهاب «المقيت». وكانت قوات الجيش الجزائري قبل صدور الأوامر الأخيرة، تتعامل مع حالات التسلل عبر الحدود، وفق مستوى خطورتها، اذ يتم إنذار السيارات المتسللة عبر الحدود فإذا رفضت التوقف تحاصر أو تتعرض لإطلاق النار. وقالت مصادر إن هذا التطور أتى بعدما «وردت معلومات للجيش الجزائري، عن تدهور خطير للأوضاع الأمنية، في شمال مالي وفي منطقة ايفوغاس الجبلية، جنوب غربي ليبيا، وإثر تردد أنباء عن تواجد القيادي البارز في القاعدة مختار بلمختار في ايفوغاس». لكن مصادر مطلعة أبلغت «الحياة» أن تقارير جزائرية وفرنسية وأميركية متقاطعة تفيد بأن بلمختار متواجد في منطقة بين ليبيا والنيجر وأنه يتنقل بين قبائل عربية هناك. وربط مراقبون بين اجتماع مجلس الوزراء الجزائري الأخير وقرار قوات عسكرية جزائرية تفتيش الصحراء بحثاً عن بقايا المجموعة المسلحة التي اشتبكت معها قبل أيام في منطقة تينزاواتين، ما يفسر عمليات دهم في أحياء وسط مدينة إليزي (1800 كلم جنوب شرقي العاصمة) وأنباء عن اعتقال خمسة أشخاص يعتقد أنهم متورطون مع جماعات مسلحة مرتبطة ب «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وقامت لجنة أمنية رفيعة المستوى بزيارة المنطقة الحدودية لمتابعة الإجراءات الجديدة، ويتم تنسيق الإجراءات من مقر «الناحية العسكرية السادسة» في تمنراست (أقصى الجنوب)، منذ ان قررت الجزائر فتح المعابر البرية مع مالي. في الوقت ذاته، أكد النائب في البرلمان الجزائري محمد قمامة لوكالة «فرنس برس» تقارير مفادها بأن عشرات المهاجرين الأفارقة، تاهوا في الصحراء بين النيجروالجزائر. وقال قمامة النائب عن حزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم إن «أشخاصاً أفارقة مفقودون في الصحراء، ومصالح الأمن في البلدين، الجزائروالنيجر، تقوم بالبحث عنهم». وأكد النائب عن ولاية تمنراست (2000 كلم جنوبالجزائر) ان عمليات البحث ما زالت مستمرة. وكانت الصحف الجزائرية نقلت امس، عن مصدر عسكري نيجري، انه تم العثور على 13 جثة في الصحراء يوم الجمعة الماضي، وأن 33 آخرين غالبيتهم نساء وأطفال ما زالوا في عداد المفقودين. على صعيد آخر، طلب ممثل النيابة في محكمة سيدي محمد في الجزائر، السجن سنة مع النفاذ بحق شابين احدهما تونسي قبض عليهما خلال تظاهرة ضد ترشح بوتفليقة لولاية رابعة، كما اعلن محاميهما.