جاء تصريح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو اليوم بأن الترتيبات الأمنية التي سيتم الاتفاق عليها مع الجانب الفلسطيني يجب ان تؤكد بقاء الجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع الأردن، متزامناً مع تقرير نشرته صحيفة «معاريف» أمس يفيد بأن نتانياهو قرر بناء «جدار» في غور الأردن المحتل تمهيداً لضم الغور إلى الأراضي الإسرائيلية في أي اتفاق مستقبلي بداعي مخاوفه من تدفق مئات آلاف اللاجئين السوريين من الأردن إلى إسرائيل، في وقت أفادت صحيفة «هآرتس» العبرية بأن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) التزم لوزير الخارجية الأميركي جون كيري عدم انسحاب الفلسطينيين من المفاوضات الجارية مع إسرائيل. وفي حال شرعت إسرائيل في إقامة جدار كهذا، فإنها ستكون محاطة بالجدران من الجنوب، أولها الجدار الذي أقامته بينها وبين الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وضمت من خلاله كبرى المستوطنات في الضفة الغربية والقدس، وآخر تواصل إقامته على طول الحدود مع سيناء، وجدار ثالث من الشمال أعطيت الأوامر بتسريع إقامته في الجولان السوري المحتل. وكرر نتانياهو أمس في مستهل اجتماع الحكومة الأسبوعي، مطالبته الفلسطينيين بالتخلي عن حق عودة اللاجئين من خلال الاعتراف بحق الشعب اليهودي في دولة قومية خاصة به، وسائر «مطالبه القومية»». وقال: «قبل يوم، مرت الذكرى السنوية ال 96 لوعد بلفور الذي اعترف بحق الشعب اليهودي ببيت قومي له في وطنه التاريخي في ارض إسرائيل، ولا شك في أن هذا الاعتراف هو مهم، ورفض الاعتراف به هو جذر الصراع». ووجّه نتانياهو اصبع الاتهام للفلسطينيين في كل ما يتعلق بالتقدم في المفاوضات بقوله: «كي يحل السلام بيننا وبين جيراننا الفلسطينيين، عليهم الاعتراف بحق الشهب اليهودي بدولة له في وطنه، ومعنى ذلك أن يلغوا في إطار التسوية الدائمة كل مطالبهم القومية، من حق العودة أو أي مطلب قومي آخر». وأضاف: «أما الأساس الثاني للاتفاق فهو الأمن للدفاع عن السلام عن دولة إسرائيل في حال فرط السلام، وعليه فالترتيبات الأمنية مهمة لنا، ونحن نصر عليها في شكل واضح، وهي تشمل أموراً كثيراً على رأسها أن تبقى حدود الأمن لدولة إسرائيل على طول نهر الأردن». على صلة، أفادت «معاريف» في عنوانها الرئيس أمس بأنه في أعقاب تعثر المفاوضات مع الفلسطينيين ورفضهم الترتيبات الأمنية المقترحة في غور الأردن القاضية ببقاء الجيش الإسرائيلي فيه حتى بعد إقامة الدولة الفلسطينية، يعتزم نتانياهو إصدار تعليماته للشروع ببناء جدار في الغور يفصل بين إسرائيل والأردن والأراضي الفلسطينية فوراً مع انتهاء أعمال بناء الجدار بين إسرائيل وسيناء المصرية. كما أنه سيطلب بتسريع بناء الجدار في الجولان. وأضافت أن أحد الأسباب الرئيسة لقرار نتانياهو «يعود إلى تدفق 700 ألف لاجئ سوري إلى الأردن، ومخاوف نتانياهو من أن يحاولوا التسلل لإسرائيل». أما السبب الثاني، فهو إرسال رسالة للفلسطينيين تقول إنه حيال معارضتهم أي وجود للجيش الإسرائيلي في الغور وسيطرة إسرائيل على المعابر الحدودية، فإن إسرائيل تعتزم الدفاع عن حدودها الشرقية في الغور و»لا نية لديها لإخلائها في أي اتفاق في المستقبل». على صعيد المفاوضات، نقلت الصحيفة عن مصدر قريب من الرئيس عباس قوله إن كتاب الاستقالة الذي قدمه رئيس الطاقم الفلسطيني المفاوض الدكتور صائب عريقات احتجاجاً على مواصلة البناء الاستيطاني، «لم يكن سوى ذي صبغة إعلانية»، فيما أضافت صحيفة «هآرتس» أن عباس التزم لكيري الذي يصل الى المنطقة غداً، عدم الانسحاب من المفاوضات مع إسرائيل، على رغم إعلان عريقات استقالته. وذكرت الصحيفة أن كيري هاتف الرئيس الفلسطيني الثلثاء الماضي لضمان عدم حصول أزمة وتعثر المفاوضات في أعقاب تقارير وصلته عن غضب فلسطيني كبير من إقرار إسرائيل بناء آلاف الوحدات السكنية يوم إفراجها عن 26 أسيراً فلسطينياً، فأكد له عباس أنه رغم الاحتجاج الفلسطيني والغضب على خطط البناء الجديدة إلا أن الجانب الفلسطيني لن ينسحب من المفاوضات، مضيفاً أن الفلسطينيين سيفون بتعهدهم للولايات المتحدة بإجراء مفاوضات على مدار تسعة أشهر. وأشارت «هآرتس» إلى أن الفلسطينيين لم يفاجَأوا بالإعلان الإسرائيلي عن البناء إنما بحجم البناء الجديد (نحو 4800 وحدة سكنية جديدة).