تحولت الجلسة الأولى في اللقاء السابع للخطاب الثقافي السعودي إلى «جلد للذات»، بعد أن حذّر عدد من المشاركين فيها من «مشكلة تواجه المجتمع السعودي في طريقة الخطاب والحوار المضطربين، وتؤدي إلى سلوكيات عدوانية تهدد السلم الاجتماعي أيضاً»، ضاربين مثالاً بما دار من نقاشات بين تيارات المجتمع حول قيادة المرأة السيارة أخيراً، ومقرّين بأن المجتمع يعيش حالاً من الشحن والتشنج في خطابه «زادت من حدته وسائل التواصل الاجتماعي». واتفق عدد من المشاركين في اللقاء الذي جاء بعنوان: «التصنيفات الفكرية وأثرها على الخطاب الثقافي السعودي» في الرياض أمس، على أن هناك تصنيفات لا تتم على أساس الفكر، بل تصنيفات دينية كما أشارت الكاتبة فاطمة العتيبي التي أوضحت أن تصنيف الناس ليس بحسب أفكارهم، بل بحسب جانبهم الديني. فيما لفت عضو مجلس الشورى محمد أبوساق إلى أن «كمية هائلة من الرسائل المشينة والمعيبة جاءت في حق أمهاتنا وبناتنا في المجتمع السعودي بسبب مناقشة قيادة المرأة السيارة». محذراً من أن «مجتمعنا بات يعاني من خطاب مضطرب وعدواني»، مطالباً بنظام وطني يجرّم التصنيفات المشينة في حق أبناء المجتمع. وقال الدكتور سليمان الضحيان إن التصنيف الفكري هو ما يتهم به الآخرون من أوصاف لا يرغبونها، إذ انتشرت تصنيفات مثل «إسلامي عصراني أو متميع أو متطرف أو ليبرالي حكومي أو إمبريالي أو منافق»، موضحاً أن التصنيفات في المجتمع السعودي تأتي في محاولة لإسقاط وتحجيم الآخرين، أو وضعهم في قالب معين لانتقاصهم. فيما أشارت الكاتبة حليمة مظفر إلى أن «مشكلتنا في الأعوام الأخيرة هي المزايدة المستمرة على الدين لإقصاء تيار معين»، مضيفة: «التصنيف ليس مشكلة بحد ذاته، بل الأزمة تكمن في طريقة الحوار والتعبير»، وأشارت مظفر إلى أن «وسائل التواصل الاجتماعي عرّت مجتمعنا في قضية المزايدة على الدين وتجهيل الآخر»، فيما أيّدها المحامي محمد المشوح، مؤكداً أن وسائل التواصل الاجتماعي من أقوى مغذّيات الشحن التصنيفي. غير أن عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود الجازي الشبيكي قالت: «يجب ألا نسميها تصنيفات فكرية، بل تصنيفاً بين ملتزم وغير ملتزم»، فيما قال الناشط في «تويتر» محمد الدغيلبي إن الشبكات الاجتماعية انعكاس لحال وفكر المجتمع، ومشكلتنا في الإقصاء وليست في التصنيف.