سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دور الجامعات في محاربة الانقسامات الفكرية وتصنيفات (علماني - إسلامي - إخونجي ) تحت عباءة الدين «الرياض» تناقش مع اختصاصيين الاستهداف الفكري والطائفي للشباب
أوضح عضو مجلس الشورى الدكتور عيسى الغيث رئيس مركز الوسطية للأبحاث أن مركز الوسطية يقوم بمهمة الرصد والتحليل وتقديم الحلول تجاه فكر وسلوك الغلاة والجفاة على حد سواء، بالإضافة إلى أن المركز يقوم بإعداد ونشر البحوث والدراسات التي تنشر الفكر الوسطي وتعزز السلوك المعتدل في شتى مناحي الدين والدنيا، وسيكون للمركز في المستقبل دورات فكرية مجانية للجنسين في سبيل توعيتهم وتوجيههم للإسلام الوسطي المعتدل. وقال: نحن أمة وسط انطلاقاً من قوله تعالى(وكذلك جعلناكم أمة وسطاً)، والوسطية هي الفطرة التي فطرنا الله عليها، ولا يمكن أن تخلق جيلا وسطيا وأنت تترك الساحة للغلاة والجفاة دون أن يكون لك أثر، وواجبنا تقديم الإسلام بنسخته الأصلية من الكتاب والسنة وهي كفيلة بنشر الوسطية، ومن ذلك قوله تعالى ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)، وقال تعالى (فقولا له قولاً لينا) وهكذا هو القرآن الكريم يدعونا للتسامح والاعتدال وما علينا إلا أن ننشر هذه الآيات والأحاديث بدلاً من الذين ينشرون نصوص التكفير والنفاق وينزلونها على المسلمين بمزايدة واعتداء لا يجوز السكوت عليه. د.الغيث: الطائفية والإرهاب الفكري والسلوكي وجهان لعملة واحدة ورأى د.الغيث أن الطائفية لها علاقة بالإرهابين الفكري والسلوكي، ولكن تبقى الطائفية محدودة في أماكن معينة وأزمنة لها ظروفها، ولكن الحزبيات الحركية هي المشكلة الأكبر، فتنظيم الإخوانيين وتنظيم السروريين هما الأخطر بشكل مباشر وكذلك بشكل غير مباشر عبر دعمهم لتنظيم القاعدة حيث إن غالب كوادر القاعدة خرجوا من محاضن الإخوانية والسرورية ويأتيهم الدعم المالي والبشري والفكري منهما، ولن ننجح بمحاربة الغلو والإرهاب ما لم نضع أيدينا على الحقيقة ونكشفها بلا مواربة ولا تردد وبشكل حازم وحاسم ودائم. واعتقد ان الحل سهل ولكنه ممتنع حاليا حيث إن هذه التنظيمات السرية الإرهابية موجودة فالجوامع والجمعيات والمكاتب الدعوية والمؤسسات الخيرية يتم توظيف جزء منها لتلك الأجندات المتطرفة بحيث يتم محاربة البلاد والعباد بأدوات الوطن نفسه، فلنعترف بالواقع أولاً ونحزم إرادتنا ثانياً ومن ثم نباشر التطهير ومكافحة الغلو والإرهاب بلا تردد وبشكل دائم وعبر استراتيجية وخطط حكيمة.. محمد المحمود يستهدف العديد من المغرضين فكر الشباب والفتيات، الركيزة الأولى لنهضة أي مجتمع لخلق انقسامات فكرية وتيارات طائفية تبقيهم في منطقة المناوشات لإفراز فكر ارهابي جديد يقاتل كل جديد ويرفض التطوير بحجة الدين والاسلام الذي يبرأ منه، فمواقع التواصل الاجتماعية أظهرت لنا انقسامات كالليبرالية والإسلامية والإخونجية التي لم تكن موجودة في السابق إلى جانب السني والشيعي، بينما جميعنا نستظل براية الدين والتوحيد. " الرياض" تناقش مع اختصاصيين واكاديميين الدور المنوط بالجامعات والمؤسسات التعليمية في محاربة التطرف الفكري وتعزيز الفكر التنويري المتسم بالوسطية والاتزان، والذي يسعى لتعزيزه قادتنا وحكومتنا الرشيدة من خلال فتح باب الحوار والرأي والرأي الآخر إلى جانب محاربة الفكر الإرهابي استهداف للمملكة د.عيسى الغيث بداية اعتقدت الدكتورة هند الميزر أستاذ مساعد بقسم الدراسات الاجتماعية بكلية الآداب في جامعة الملك سعود أنه من الطبيعي أن تكون المملكة مستهدفة من قبل بعض الجهات التي تكن الغيظ للدور المحوري والمتميز الذي تقوم به السعودية سواء على المستوى الاقليمي أو المستوى الدولي. كما لا يريحها ما نحن عليه من الاستقرار والامان في وسط الشرق الاوسط المضطرب، فتعمل هذه الجهات على نثر بذور الفرقة والخلاف داخل المجتمع السعودي من خلال عملاء لها، وبما أن الجامعة منارة التقدم في المجتمع ومن ثم فدورها كبير في توضيح الافكار الضالة والمضللة والتي تستثير الحمية الدينية لدى الشباب السعودي المتدين بطبعه، ولكن تعمل هذه الجهات الضالة على توجيه الشباب السعودي في مسارات غير صحيحة وغير سوية وبعيدة عن وسطية الإسلام التي تسير عليها المملكة. د.أحمد السالم مواجهة الفكر بفكر ورأت أن الفكر لا يواجهه إلا فكر ومن هنا فالجامعة عليها دور كبير في تكثيف الندوات الفكرية والتوعوية التي تعمل على دحض الفكر الضال وكشف الأسس الزائفة التي يعتمد عليها هذا الفكر الضال، ويجب على الأساتذة أن يكونوا قدوة للطلاب وفي نفس الوقت يعتبر أبناؤنا الطلبة في الجامعة خير رسل يقوموا بهذه المهمة في توعية أفراد المجتمع، ولكن في البداية يجب أن تنسق الجامعة من خلال كلياتها العلمية والإنسانية لإقامة هذه الندوات واختيار الأساتذة الذين يمثلون الفكر الوسطي لتوعية الشباب بمخاطر الفكر الضال وآثاره السلبية على المجتمع السعودي. وزادت د.الميزر أن التصنيفات الفكرية الحالية ماهي إلا تسميات أطلقت بهدف التفرقة وإشاعة الفتن بين المسلمين، وإذا بحثنا وتعمقنا في داخل كل شخصية تحمل هذه التصنيفات لوجدناها شخصية مسلمة وبالتالي لا اعتقد ما يمنع الشباب من تبني أي تصنيف من هذه الأفكار ولكن يجب أن تكون في إطار الشرع فكما هو معروف عن العلماء الذين وضعوا أسس للفقه على المذاهب الأربعة " ابو حنيفة والشافعي وابن حنبل ومالك" ما هي إلا بذور من التنوع الفكري وفي إطار الشرع الإسلامي. وعلى أستاذ الجامعة أن يكون القدوة والنموذج لطلابه وللمجتمع في هذا المجال ليس فقط من خلال التحدث وإنما من خلال سلوكياته في تقبل الفكرالأخر ومقارعة الحجة بالحجة عن طريق الحوار والمناقشة العقلانية وصولاً لإقناع الطرف الآخر في إطار من الاحترام والود والتسامح وشددت على الدور المنوط بالجامعات بما فيها من هيئة أكاديمية وإدارية في مواجهة الأفكار الضالة والمضللة لأبنائنا الطلبة الذين سيصبحون قادة المستقبل لهذا المجتمع، وبالتالي يجب أن تكثف الجهود البشرية لمواجهة الغزو الفكري الذي يستهدف عقول شباب مجتمعنا السعودي من خلال اللعب على أوتار الحمية الدينية بهدف إثارة الفتن والمشاكل من خلال دس السم الذي أخذ أسماء براقة مثل ليبرالي وعلماني وإخونجي وإسلامي كمن يدس السم في العسل. مراكز خاصة بالشباب بينما رأى الدكتور سعد الحسين عميد شؤون أعضاء هيئة التدريس والموظفين بجامعة الملك سعود أن الشباب من الجنسين هم من يعول عليه الوطن كثيراً في بناء مستقبله المشرق باذن الله. ومن هذا المنطلق، فإن الاستثمار في الشباب لا يعد خسارة بل مطلب تسعى الدول "الذكية" إليه، وقوام ذلك الصحة والتعليم وزاد أن دور التعليم العام محوري في بناء النشء، ودور الجامعات في المحافظة على المكتسبات وصقل الشباب وبنائهم بالطريقة السليمة حتى لا يكونوا عرضة لأهواء تستهدفهم من خلال توسيع الهوة بين الشباب بخلق انقسامات فكرية وطائفية ما انزل الله بها من سلطان، كما أنه مما لاشك فيه أن للجامعات دورا بارزا وحيويا في محاربة الافكار التي تستهدف الشباب من خلال انشاء مراكز خاصة بالشباب وتبني سياسات تنمي في الشباب روح المشاركة الجامعية مثل فرق الجوالة والعمل التطوعي وتفعيل الانشطة المسرحية داخل اروقة الجامعة، ولا يخفى على الجميع أهمية دور الأستاذ الجامعي في نشر الفكر الوسطي داخل قاعات الدراسة وتنمية الشعور بالولاء للوطن ومحاربة الافكار الضالة التي هي معول هدم للفكر الوسطي. مركز وطني لأبحاث الشباب وأشاد بدور جامعة الملك سعود باحتضانها المركز الوطني لأبحاث الشباب الذي تم إنشاؤه بموافقة خادم الحرمين الشريفين–حفظه الله- في 26/1/1428ه. بهدف رفع مستوى الإنتاج المعرفي المتعلق بقضايا الشباب للارتقاء بهم ومعالجة مشكلاتهم، وذلك إيماناً من الجامعة برسالتها تجاه الشباب المتمثلة في الإسهام الفاعل في موضوعات وقضايا الشباب عبر البحوث والدراسات وتقديم الاستشارات وتوفير المعلومات المتخصصة واقتراح الحلول والبرامج النوعية بأعلى مستويات الحرفية والمهنية. وللمركز عدد من الدراسات مثل دراسة: استخدام الشباب السعودي لوسائل الاتصال الحديثة في التواصل الاجتماعي، وعدد من الاصدارات منها ما هو متعلق بقضاياهم وتقديم مبادرات لهم ومحاربة التدخين والمخدرات، هذا بالإضافة الى إقامة عدد من حلقات النقاش وورش العمل. إلا أننا مازلنا بحاجة إلى المزيد والمزيد. تيارات فكرية وانقسامات طائفية وقال فيما يخص التصنيفات (أيا كانت) هي نوع من أنوع العزلة التي تمارسها الجماعة حتى تصبح مغايرة لغيرها، ظنا منها أنها تمييز وتشريف لها، وهذا الاقصاء دليل على الخواء الفكري ونوع من انواع الحرب المبطنة ضد الآخر. وفي الآونة الأخيرة برز على السطح مفردات استخدمتها تيارات فكرية متنوعة لتصم الطرف الاخر بمسميات كما لو انها عار وخزي. ومن تلك المفردات العجيبة ما يسمه البعض للبعض بالعلمانية أو الليبرالية أو الإخوانجية وغيرها دون وعي منها لتلك المصطلحات بل إن بعضهم يرددونها كالببغاوات. وهنا يأتي دور الجامعات في توعية الشباب للتفريق بين المصطلحات والمفاهيم. ويُضفي بعض من اصحاب تلك الجماعات الفكرية طابعاً قدسياً ودينياً على مصطلحاتهم التي يصمون بها الآخر لتضعه في خانة "المُحرم" والمنبوذ. وهذا دون أدنى شك نوع من الارهاب الفكري الذي يجب ان تتصدى له كافة مؤسسات المجتمع المدني، ومنها الجامعات من خلال تقديم مقرارت تعليمية تعتني بالوسطية وبناء المواطنة الصالحة من جهة، وإقامة الندوات واللقاءات والحوارات لتوعية الشباب من مخاطر التفرقة والانزلاق في هوة التحزبات الفكرية من جهة أخرى. رؤى منغلقة ووافقه الرأي الكاتب محمد المحمود ورأى أن مشكلة التصنيفات الفكرية تكمن في الرؤية المنغلقة على ذاتها، الرؤية الاصطفائية التي تعاين ذاتها بوصفها: الجماعة المصطفاة، وهي التي تفرز الإقصاء بالضرورة، الإقصاء الذي قد يبدأ لفظياً، ولكنه ربما انتهى بالإرهاب تقتيلا وتفجيرا، مرورا بمراحل متفاوتة من التبديع والتفسيق والتكفير العقائدي وأشار إلى أن التصنيفات التي نُعاني منها هي مجرد تفريع على أصل هذه الرؤية الانغلاقية الإرهابية، التصنيف فرع نابع من أصل، وهو كون المصنف يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة، دون أن يمنح وعيه فرصة التعاطي مع تصورات الآخرين للحقيقة، أو حتى دون أن يعترف بحقهم في تمثل الحقيقة الخاصة بهم، ومن هنا يبدأ إقصاء الآخرين بوصفهم معارضين للحقيقة الأبدية الخالدة المطلقة، وهو السلوك الذي يتضمن بالضرورة تصنيف الآخرين كمنحرفين فكريا، بوصف التصنيف ذاته واجبا عقائديا. ويترتب على ذلك بالتتابع السببي الشرعي وجوب اضطهادهم ولو بالتصنيف الجائر؛ لأن هذا ما يعدّه المنغلقون على ذواتهم جزءا لا يتجزأ من تَجْلية الحقيقة التي يدعون امتلاكها كاملة. دور غير متكامل !! وقال المحمود: أما من ناحية دور الجامعات، وتحديدا من حيث هي معاقل البحث العلمي، فلا شك أنه يتأسس على مهمة مقدسة تمتهن دحض الأفكار على التجاور والتحاور، ومن ثم على التجادل الإيجابي، هذا من حيث المبدأ في الممارسة الأكاديمية، وهو ما يُفترض أن يكون. لكن واقع جامعاتنا للأسف أبعد ما يكون عن تمثّل هذا المبدأ، بل على العكس، نجد أن جامعاتنا تُؤسّس وتُروّج لكل ما يتضاد مع هذا المبدأ الأكاديمي مناهج دينية تراثية وأضاف أن المتتبع لمعظم المناهج في معظم الكليات الشرعية يجدها تعج بالكتب والمناهج التراثية التي تمتهن تصنيف الناس على نحو حاد وتفصيلي، تصنيفا يبدأ منذ القرون الأولى ولا ينتهي بمشارف العصر الحديث، بل هو في كل يوم يبحث له عن موطئ قدم في واقعنا البائس، والطلاب الذين يتماهون مع هذه المناهج الانغلاقية السائدة في معظم كلياتنا الشرعية يتخرجون وهم يتصورون أن الحقيقة الدينية مقصورة عليهم، وأن الأغلبية الساحقة من المسلمين ضالون منحرفون عن حقيقة الإسلام ونوه المحمود أن الأمر لم يعد عند هذا الحد، بل كان لتمدد الإسلاموية وهيمنتها على العملية التعليمية فيما يُسمى بمشاريع الأسلمة، التي طالت جميع فروع العلوم الإنسانية، دورٌ بارز في تصنيف هذه العلوم، وفي تصنيف المنتمين إليها تبعا بأوصاف تقسمها وتقسمهم إلى مُتمثّلين للخطاب الشرعي من جهة، وإلى ضالين متمثلين للمناهج التغريبية من جهة أخرى وأكد أن هذا السلوك اللا أكاديمي اللاعلمي لا يضع مقدمات الإرهاب فحسب، بل هو ممارسة في صميم الإرهاب. وبهذا يتضح أن دور جامعاتنا ليس سلبيا فقط، أي يدعي الحياد، وإنما يمارس في كثير من أنشطته دورا بارزا في تعزيز الرؤى الانغلاقية المتطرفة التي تجعل من الأجيال الصاعدة تعيش حالة ارتياب وكراهية تجاه كل المختلفين، سواء كانوا أشخاصا أو أفكارا أو حتى أشياء. تشنجات فكرية من جهته زاد د. أحمد السالم وكيل جامعة الإمام لشؤون الطالبات أن الجامعات في الوقت الحاضر خرجت من عزلتها عن المجتمع وتبنت وظائف أكثر تأثيراً في تنمية المجتمع واستدامة تطوره، من خلال البحث العلمي وخدمة المجتمع لتكمل دور الجامعة وتأثيرها في الجوانب المعرفية والفكرية للطلاب، مضيفا أنه من الواجب على الجامعات العمل على خلق فكر متوازن لدى الشباب في محاضنها وتعزيز مفاهيم التعايش السلمي ونبذ العنف، ونشر ثقافة التسامح مع الآخرين وحب الخير لهم، كاستجابة للحالة الراهنة التي تعيشها المنطقة العربية والمتمثلة في الانقسامات الفكرية الحادة وحمى التصنيفات الفكرية والمذهبية، وما يترتب على كل ذلك من انقسامات مجتمعية وظهور موجات من العنف الفكري والجسدي لها أكبر الأثر في تشتت الدول وإضعافها واقترح د.السالم على الجامعات السعودية أن تخلق بيئة جامعية تعزز العلاقة بين الأستاذ الجامعي والطلاب وترتكزعلى الاحترام وتوسيع الحريات وإبداء الرأي وتقبله، ومناقشة المخالف بأسلوب هادئ بعيداً عن التشنجات الفكرية التي تؤدي إلى تطرف الأفراد وبعدهم عن الاعتدال، وتوسيع البحوث التطبيقية والتي تسعى إلى استكشاف المشكلات الفكرية وتحديد حجمها، وبحث أنجح السبل لمواجهتها، إلى جانب عقد المؤتمرات والندوات الفكرية للإسهام في توعية الشباب بحقوقه وواجباته ودوائر تأثيره ونوه عن تجربة جامعة الإمام في تأسيس أول مجاميع للحوار ومراكزه، كما كان لها المشاركة الفاعلة في عقد العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية بهدف التوعية والإرشاد، والإسهام في تعزيز الفكر الأمني والوصول إلى بيئات يسودها الحب والاحترام.