أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بعد لقائه المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي في لندن أمس، ضرورة تحديد موعد مؤتمر «جنيف- 2» بهدف العمل للوصول إلى «سورية جديدة»، في وقت طالب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بتشكيل حكومة انتقالية تحل محل الرئيس بشار الأسد، فيما علم من أوساط ديبلوماسية في نيويورك أن موعد اجتماع «جنيف- 2» حدد في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وقال كيري في ختام لقائه الإبراهيمي في العاصمة البريطانية: «نعتقد أن من الملحّ تحديد موعد للدعوة إلى مؤتمر «جنيف- 2» بهدف العمل من أجل سورية جديدة»، مضيفاً: «اتفقنا أنا والمبعوث الخاص الإبراهيمي وكثيرون غيرنا، على أن الحل العسكري غير ممكن في سورية». وأوضح أن الإبراهيمي «سيزور المنطقة قريباً، حيث سيلتقي (ممثلي) الدول كافة والأطراف المعنية». وتابع كيري: «نعتبر أن الرئيس الأسد فقد الشرعية اللازمة ليكون عنصراً جامعاً يمكنه تقريب الأطراف، ومن الواضح أنه لتطبيق «جنيف-1» التي هي التبرير الوحيد لمؤتمر جنيف-2، لا بد من عملية انتقالية حكومية، يجب أن يكون هناك كيان جديد في السلطة في سورية». في المقابل، دعت موسكوالولاياتالمتحدة إلى إقناع المعارضة السورية بالمشاركة في المؤتمر، بعدما أعلن «المجلس الوطني السوري» الذي يُعتبر أكبر كتلة سياسية في «الائتلاف» رفضه المشاركة في «جنيف- 2». وقال الناطق باسم «الائتلاف» خالد صالح إن «الائتلاف» لم يتلقَّ أي ضمانات من الأطراف المعنية لتشكيل حكومة انتقالية. وأضاف: «حتى الآن لدينا النقاط الست التي يتضمنها بيان جنيف لكن مسألة الانتقال إلى الديموقراطية ما زالت غائبة، وتظل أمراً لا تستطيعه ضمانة أي من الدول المعنية بهذا الشأن ولا الأممالمتحدة». في غضون ذلك، أُعلن أمس الإفراج عن ثلاثة من موظفي «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» ومتطوع من «الهلال الأحمر» من أصل سبعة كانوا خطفوا في سراقب في إدلب بشمال غربي سورية. وأكدت «اللجنة الدولية» تصميمها على الاستمرار في تقديم المساعدات لجميع الأطراف في سورية، فيما قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» مسؤولون عن خطف الموظفين. ميدانياً، أعلن «المرصد» سقوط 27 قتيلاً بينهم ثلاثة أطفال وسيدة جراء انفجار سيارة مفخخة صباح أمس في سوق بلدة دركوش، في ريف إدلب، على الحدود مع لواء إسكندرون، لافتاً إلى أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات حرجة». وقال «الائتلاف» المعارض إنه «يدين التفجير الإرهابي الذي استهدف منطقة محررة تعج بالحياة وتضم آلاف العائلات النازحة، والذي تعمّد منفذوه اختيار يوم الوقوف بجبل عرفة أحد أهم مناسك الحج لارتكاب جريمتهم». وأضاف في بيان أنه «يشير بأصابع الاتهام إلى نظام بشار الأسد الذي يحاول خلق البلبلة والفوضى وافتعال التوترات بين صفوف الثوار، إضافة لسعيه إلى الانتقام من المدنيين جراء هزائم جيشه المتلاحقة».