صعّد رئيس الحكومة الليبية الموقتة علي زيدان من حدة الخطاب السياسي في البلاد بعد يوم على خطفه والإفراج عنه على يدي مجموعة من الثوار. وأكد أن حكومته تعرضت لمحاولة «انقلاب على الشرعية» تورطت فيها جهة سياسية مناوئة له لكنه لم يسمها، محذّراً من أن هناك محاولات تجري لتحويل ليبيا إلى «أفغانستان جديدة». وعقد زيدان مؤتمراً صحافياً في طرابلس مساء أمس، وكان محاطاً بعدد كبير من مسؤولي حكومته والمؤتمر الوطني العام، في إشارة واضحة إلى تضامنهم معه في مواجهة مناوئيه. وشدد رئيس الحكومة على أن رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين الذي زاره خلال احتجازه لدى - جهاز مكافحة الجريمة - «لم يطلب مني الاستقالة» بعكس ما تردد في هذا الشأن. لكنه ترك الباب مفتوحاً أمام تلبية مطالب المناوئين بترك منصبه إذا ما تم ذلك بطريقة ديموقراطية من خلال سحب الثقة منه في البرلمان. وأوضح أن المجموعة التي أوقفته قالت إنها تدعى مجموعة «غرفة ثوار ليبيا» وإن أفرادها «جاؤوا من جميع أنحاء ليبيا باستثناء مدينة الزنتان». لكنه شدد على أن عمر مختار، رئيس الغرفة، أنكر علاقته بما حصل. وقال زيدان أيضاً إن مسؤولاً في جهاز مكافحة الجريمة تكلم معه بطريقة سيئة، لكنه نفى أن يكون قد تم التحقيق معه، موضحاً أن السؤال الوحيد الذي طرحه عليه مسؤول الجهاز كان عن حمله جنسية دولة أخرى. وشدد على أنه «ستتم الملاحقة القانونية للخاطفين وسيعرف الشعب الليبي من هم». وقال إنه إذا كان هدف محتجزيه «تدمير مسار الدولة والثورة فلن ينجحوا». وذكر زيدان أيضاً إن هناك «أطرافاً تريد تحويل ليبيا إلى صومال جديد أو أفغانستان جديدة»، مشيراً إلى أن الخاطفين جاؤوا إلى فندقه بنحو مئة سيارة، قائلاً: «لا اعتقد أن اكثر من 100 سيارة مدججة بالاسلحة وتقفل منطقة الفنادق وتمنعها عن المارة دون امر من قيادة (..) هذا الأمر محاولة انقلاب على الشرعية». وقال إن الخاطفين «أبلغوني بأنهم يحملون أمراً من النائب العام باحضاري»، على رغم أن النائب العام نفة ذلك. وتحدث عن حادثة خطف فريق كوماندوس أميركي القيادي في «القاعدة» نزيه الرقيعي (أبو أنس الليبي) من طرابلس السبت الماضي والمزاعم عن تورط حكومته في ذلك. لكنه نفى ذلك بطريقة ديبلوماسية، قائلاً إن الجميع يعرف قدرات أميركا الاستخباراتية وموقعها في العالم، وإن ليبيا ليست في وضع يسمح لها بوقف الأميركيين إذا ما أرادوا توقيف متهم ما. وأوضح أنه أبلغ عائلة «أبو أنس» بأن الدولة الليبية ستوفر لهم كل مساعدة ممكنة للدفاع عن هذا المواطن الليبي إزاء الاتهامات الموجهة له بالإرهاب. وأكد زيدان، في هذا الإطار، استنكار وشجب أي عمل يستهدف مواطناً ليبياً. على صعيد آخر، طالب زيدان خاطفي ابن وزير الدفاع عبدالله الثني بإطلاقه، قائلاً أن رسالة الخاطفين هي أنهم يريدون عرقلة بناء الجيش الوطني.