اعلنت الشرطة الباكستانية الخميس انها وضعت مجدداً الرئيس السابق برويز مشرف قيد الإقامة الجبرية، وذلك غداة إفراج المحكمة العليا عنه بكفالة في قضية أخرى قضى على ذمتها ستة اشهر تقريباً في الإقامة الجبرية. وقال المسؤول البارز في شرطة العاصمة إسلام آباد محمد رضوان للصحافيين: «وضعنا الجنرال مشرف في الإقامة الجبرية في اطار قضية تتعلق بعملية عسكرية في مسجد في اسلام آباد». والعملية التي يقصدها رضوان هي الهجوم الذي شنّه الجيش في 2007 على المسجد الاحمر حيث كان يتحصن اسلاميون متشددون يطالبون بتطبيق صارم لأحكام الشريعة وبسقوط الحكومة العسكرية التي كان يقودها الجنرال مشرف. والاربعاء، وافقت المحكمة العليا على الإفراج بكفالة عن مشرف (70 سنة) بعد تمضيته نحو ستة اشهر قيد الإقامة الجبرية في قضية «أكبر بغتي»، الزعيم المتمرد في ولاية بلوشستان (جنوب غرب) الذي قتل في عملية عسكرية في 2006 عندما كان مشرف في سدة الحكم. وكانت تلك القضية الوحيدة التي كان مشرف لا يزال موضوعاً قيد الإقامة الجبرية بسببها. وكان القضاء الباكستاني قرر توقيف الرئيس السابق الذي حكم البلاد بين 1999 و2008 بعيد عودته الى باكستان في نهاية آذار (مارس) الماضي، على امل ان يشارك في الانتخابات الاشتراعية و «ينقذ» بلاده من الازمة الاقتصادية وتصاعد قوة حركة «طالبان باكستان». ووضع مشرف قيد الاقامة الجبرية في منزله في شاك شهزاد في ضواحي العاصمة إسلام آباد وسط حماية من 300 شرطي وعسكري وعنصر من القوات الخاصة بسبب التهديدات الموجهة ضده. وإضافة الى قضية المسجد الاحمر، فإن الجنرال مشرف ملاحق قضائياً في ثلاث قضايا اخرى هي مقتل منافسته رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو في كانون الاول (ديسمبر) 2007 وفرض حال طوارئ في ذاك العام ومقتل الزعيم المتمرد في اقليم بلوشستان (جنوب غرب) اكبر بغتي قبل ذلك بسنة. على صعيد آخر، عبّرت الناشطة الباكستانية المؤيدة لحقّ الفتيات في التعليم، ملالا يوسف زاي، عن رغبتها بأن تصبح رئيسة للحكومة لخدمة بلدها. وقالت ملالا البالغة من العمر 16 سنة، المرشحة لنيل جائزة نوبل للسلام، في مقابلة مع شبكة «سي ان ان» تبث الأحد المقبل: «أريد أن أصبح رئيسة لحكومة باكستان، وأظن أن ذلك جيد حقاً لأنه عبر السياسية يمكنني خدمة بلدي كلّها. يمكنني أن أصبح طبيبة البلد كله». وأضافت: «يمكنني أن أنفق الكثير من المال لموازنة للتعليم». وقالت الناشطة إنها ستشعر بالفخر الكبير في حال فازت بجائزة نوبل للسلام للعام 2013، لكنها ذكرت أنها تشعر بأن نيلها الجائزة في هذه المرحلة من حياتها قد يكون سابقاً لأوانه قليلاً، لأنها تريد أن تعمل لهذا أولاً. وأضافت: «أظن حقاً أنها سن مبكرة (لنيل الجائزة). وسأشعر بالفخر عندما أعمل من أجل التعليم، عندما أقوم بشيء، عندما أشعر بالثقة لأقول للناس «نعم، لقد بنيت هذه المدرسة؛ لقد درّبت هؤلاء المعلمات، لقد أدخلت هؤلاء الأطفال إلى المدرسة». وقالت إن نيل جائزة نوبل للسلام قد يساعدها على بدء حملتها لتعليم الفتيات. وأضافت: «ما أنا متعطشة اليه وأريد النضال من أجله وهو الجائزة بالنسبة إلي، رؤية كل طفل يدخل المدرسة. ومن أجل ذلك، سأناضل وأعمل بجد». وفازت الناشطة الباكستانية بجائزة «ساخاروف» لحرية الفكر التي يمنحها البرلمان الأوروبي، وتعتبر من أبرز المرشحين للفوز بجائزة نوبل للسلام. يذكر أن ملالا يوسف زاي، تحولت إلى مدافعة عالمية عن حق الفتيات في التعليم بعد محاولة الاغتيال التي تعرضت لها من جانب عناصر من حركة «طالبان» أثناء عودتها من المدرسة برفقة زميلات لها في وادي سوات العام الماضي. وأُصيبت بجروح في الرأس ولكنها تعافت بعد خضوعها للعلاج في بريطانيا.