بدأت إيران والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مسقط أمس، محادثات تستمر يومين قد تكون حاسمة إذا نجحت في تذليل عقبات تعترض إبرام اتفاق يطوي ملف طهران النووي بحلول 24 الشهر الجاري. لكن مصادر أبلغت «الحياة» أن هناك تراجعاً في مسار المفاوضات وحتى طامكانية الوصول الى اتفاق في شأن البرنامج النووي الايراني». وعكس الرئيس باراك أوباما صعوبة المهمة، إذ تساءل: «هل سنتمكن من ردم الفجوة الأخيرة، بحيث تعود إيران إلى المجتمع الدولي، وتُرفع عنها العقوبات تدريجاً وننال تطمينات قوية وأكيدة ويمكن التحقّق منها، بأنها لا تستطيع تطوير سلاح نووي»؟ وأضاف في مقابلة مع شبكة «سي بي أس»: «الفجوة ما زالت ضخمة، وقد لا نتمكن من التوصل إلى نقطة» اتفاق بحلول 24 الشهر الجاري. أوباما لم ينفِ أو يؤكد معلومات عن توجيهه رسالة إلى مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، لكنه رفض ربط الملف النووي الإيراني بمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) قائلاً «كنت واضحاً علناً وفي اجتماعات مغلقة، بأننا لا نربط إطلاقاً المفاوضات النووية بمسألة داعش». مصادر موثوق فيها أبلغت «الحياة» أن هناك تراجعاً في مسار مفاوضات مسقط، مشيرة إلى أن الأمور كانت تسير في شكل أفضل الأسبوع الماضي. ووضعت الرسالة المزعومة لأوباما إلى خامنئي، في إطار خطوة أخيرة قد تُساهم في تبرير فشل محتمل للمفاوضات، من خلال إعلان أن واشنطن فعلت «أكثر من اللازم ولم تترك أي خطوة»، وتحميل طهران المسؤولية. وأجرى وزراء الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف والأوروبية كاثرين آشتون في فندق في سلطنة عُمان، جلستَي محادثات دامت ساعات. وكان ظريف التقى قبل الاجتماع الثلاثي، آشتون ونظيره العُماني يوسف بن علوي. وأبلغت مصادر مواكبة للمفاوضات «الحياة» أن التوصل إلى نتائج عملية يحتاج إلى إرادة سياسية، إذ إن «الجوانب الفنية ناقشها بعناية خبراء الجانبين». وستلي اللقاء الثلاثي غداً، جلسة محادثات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، قبل مفاوضات المرحلة الأخيرة في 18 الشهر الجاري. وأشار ظريف لدى وصوله إلى مسقط أمس، إلى أن «المحور الرئيس للمفاوضات هو إلغاء العقوبات (المفروضة على طهران) ومتابعة تخصيب اليورانيوم ومستواه في إيران». وحضّ الغرب على أن يدرك أن «العقوبات ليست جزءاً من الحلّ، بل أهم جزء من المشكلة». وتابع: «وجهات النظر بين الطرفين ما زالت متباعدة في شأن حجم برنامج التخصيب وآلية رفع العقوبات، على رغم مناقشة حلول. وإذا توافرت إرادة سياسية لدى الجانب الآخر، يمكننا التوصل إلى اتفاق». ونفى علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لخامئني، أنباء عن احتمال زيارته مسقط ومشاركته في المفاوضات، مؤكداً أن «الخبر بلا أساس». وسُئل عن «رسالة» أوباما إلى خامنئي، فأجاب: «لا علم لديّ بمزاعم الأميركيين، ويجب توجيه السؤال إليهم». وكانت وسائل إعلام غربية تكهنت بأن ولايتي قد يسلّم كيري رسالة جوابية من المرشد إلى أوباما. وأكّد أن طهران «لن تتخلى عن حقوقها» النووية، مستدركاً: «نحن ملتزمون المحادثات، ومفاوضونا يتحرّكون بناءً على إطار عمل حدّده المرشد». معلوم أن ولايتي كان شارك عام 2012، في مفاوضات سرّية في سلطنة عُمان مع مسؤولين أميركيين، مهّدت لاتفاق موقّت أبرمته إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في جنيف العام الماضي. إلى ذلك، أعلن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أنه سيزور موسكو غداً لتوقيع «اتفاق لتشييد محطتين نوويتين جديدتين» في بلاده.